الخائن لا عهد له، وتحركاته دوما مرتبطة بقضية "البيع "، فهو على استعداد للتنازل والبيع بأى ثمن ولا أى جهة، مهما كانت ودون تمييز. وعليه فهذا الخائن، ليس له وطن أو عنوان ثابت وبالتالى هو "محمول جواً" من مكان الى أخر، وفقاً لعملية الخيانه المكلف بها، حتى لو كانت عابرة للقارات.
"المرتزقة" و"الخونة" عبر العصور، يعيشون دوماً فى حماية الأعداء والمحتلين، ويتمتعون بمزايا لاحصر لها، ويسخرون أنفسهم لخدمة الأنظمة المعادية للوطن، بكل الأساليب ووفقا للمقابل الذى تم الاتفاق عليه مسبقاً.
قبل أيام استضاف تليفزيون "B.B.C" عربية، الهارب الإخوانى معتز مطر، فى تصرف غير مهنى ليس بجديد على المحطة التى تدعى دوماً الحيادية، عبر تاريخها المشبوه الداعم للتنظيمات الإرهابية، وفى مقدمتها التنظيم الدولى للإخوان.
اللقاء الذى حاول مديره أن يعطى الهارب الاخوانى الصادر بشأنه أحكاماً قضائية فى مصر - صفة " المعارض" كان فى شكل مداخلة سريعة للتعليق على المشروعات التى افتتحتها الدولة المصرية، على مدى الأسابيع الماضية.
وبغض النظر عن السقوط المهنى الكبير لـ " B.B.C"فقد بدا "الهارب" متوتراً فى حديثة، الذى يفتقد لأبسط قواعد المصداقية المتمثلة فى المعلومات الحقيقية، فكل ما قاله كلام مرسل وأكاذيب سبق أن ضخها على مدى السنوات الماضية فى أضخم عملية " تضليل" قادتها المنصات المعادية لمصر، بعد ثورة 30 يونيو المجيدة.
الأخطر هو سعى المحطة للدفع بالهارب الإخوانى "مطر" للبقاء فى المشهد، بعد وقف برنامجه على قناة الشرق التى تبث من إسطنبول، ومغادرته لتركيا إلى العاصمة البريطانية لندن.
مصطلح "المعارض المصرى"، هو جزء من الطرح المشبوه، لتنظيم الإخوان، الذى لم يترك مكاناً فى مصر دون اختراق من الحكومة إلى المعارضة، وقد نجح التنظيم فى الكثير من مخططاته المشبوهة خلال عقود مضت، ولولا ثورة المصريين ضد هذه الجماعة الفاشية فى 30 يونيو، لكانت آلة "التمكين" الإخوانية قد سيطرت على كل شيء.
من الصعب أن يطلق هؤلاء "الخونة" على أنفسهم "معارضون مصريون"، فى حين أن المثبت أنهم مجموعة من المرتشين والمرتزقة، باعوا أوطانهم من أجل "حفنة دولارات".
وسائل إعلام دولية، وفى مقدمتها الأمريكية، حاولت ترسيخ هذا المصطلح والتأكيد عليه، حتى يصبح كل "كومبارس" لا قيمة له، معارضا للنظام المصرى.
الدور الذى تلعبه " B.B.C" هو جزء من المخطط المعادى الداعم للإخوان، فالثابت تاريخياً فى الأصل أنها "فكرة استعمارية"، من صنيعة الاستعمار الإنجليزى، وربما لا يعلم كثيرون أن هيئة الاذاعة البريطانية، التى ملأت الدنيا ضجيجاً بالحديث عن الحياد والموضوعية، هى فى الأصل شركة للإذاعة تم تأسيسها فى العاصمة البريطانية لندن لنقل أخبار المستعمرات البريطانية بعد الحرب العالمية الأولى، وأنه قد تم تأسيسها لمتابعة ما يحدث فى مجريات القضية المصرية.
فى نهايات عام 1921 وقبل صدور التصريح البريطانى باستقلال مصر فى 28 فبراير عام 1922، كان هناك جدل كبير حول جدوى هذا الاستقلال الذى قد يؤثر مستقبلاً على الوجود البريطانى فى الشرق الأوسط، وهو المبدأ الذى حمل مخاوف للبريطانيين من ذلك، وكان الهدف المستقبلى هو تأسيس هذه الإذاعة التى تصنع جدلاً ونقاشاً حول فكرة الاستقلال.
الأخطر أن القسم العربى لهيئة الإذاعة البريطانية تأسس فى توقيت غريب هو عام 1938، وهو نفس العام الذى أعلن فيه حسن البنا تحول "الجماعة" من الدعوة إلى ممارسة السياسة.
السؤال الأن .. ما جدوى تأسيس القسم العربى لهيئة الإذاعة البريطانية فى هذا التوقيت الحرج؟! .. الإجابة ببساطة هى نفس جدوى تحول "الإخوان" من الدعوة إلى السياسة.
وعليه، فقد ارتبطت الدعاية الإخوانية بالعمالة للاستعمار عموماً، ويخطئ من يعتقد أن علاقة جماعة الإخوان الإرهابية بأجهزة المخابرات العالمية، قد توطدت خلال السنوات أو العقود الأخيرة فحسب، ففى نفس التوقيت الذى أعلن فيه "البنا" الدخول إلى عالم السياسة، كان القسم العربى فى"B.B.C" هو أول قسم يبث بلغة أجنبية غير الإنجليزية، عندما انطلق صوت المذيع كمال سرور ليقرأ أول نشرة للأخبار بالعربية قائلاً : "هنا لندن، سيداتى سادتي، نحن نذيع اليوم من لندن باللغة العربية للمرة الأولى فى التاريخ".
ما يحدث اليوم ..هو امتداد لـ "مخطط الأمس".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة