موت هشام بن عبد الملك.. ما يقوله التراث الإسلامى

الجمعة، 24 ديسمبر 2021 05:00 م
موت هشام بن عبد الملك.. ما يقوله التراث الإسلامى كتاب البداية والنهاية
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رحل هشام بن عبد الملك، أمير المؤمنين، فى سنة 125 هجرية، وذلك بعدما قضى نحو 20 عاما فى الخلافة، فما الذى يقوله التراث الإسلامى؟

يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير "ثم دخلت سنة خمس وعشرين ومائة"

وفي ربيع الآخر منها توفى أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك بن مروان.

هو هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس، أبو الوليد القرشى الأموى الدمشقى، أمير المؤمنين.
 
وأمه أم هشام بنت هشام بن إسماعيل المخزومي، وكانت داره بدمشق عند باب الخواصين.
وقد بويع له بالخلافة بعد أخيه يزيد بن عبد الملك بعهد منه إليه، وذلك يوم الجمعة لأربع بقين من شعبان سنة خمس ومائة، وكان له من العمر يومئذ أربع وثلاثون سنة.
 
وكان جميلا أبيض أحول يخضب بالسواد، وهو الرابع من ولد عبد الملك الذين ولوا الخلافة، وكان في خلافته حازم الرأي جمَّاعا للأموال يبخل، وكان ذكيا مدبرا له بصر بالأمور جليلها وحقيرها، وكان فيه حلم وأناة.
شتم مرة رجلا من الأشراف فقال: أتشتمني وأنت خليفة الله في الأرض؟
فاستحيا وقال: اقتص مني بدلها أو قال: بمثلها.
قال: إذا أكون سفيها مثلك.
قال: فخذ عوضا.
قال: لا أفعل.
قال: فاتركها لله.
قال: هي لله ثم لك.
فقال هشام عند ذلك: والله لا أعود إلى مثلها.
وقال الأصمعي: أسمع رجل هشاما كلاما فقال له: أتقول لي مثل هذا وأنا خليفتك؟
وغضب مرة على رجل فقال له: اسكت وإلا ضربتك سوطا.
وكان هشام من أكره الناس لسفك الدماء، ولقد دخل عليه من مقتل زيد بن علي وابنه يحيى أمر شديد وقال: وددت أني افتديهما بجميع ما أملك.
 
وتفقد أحد ولده يوم الجمعة فبعث إليه: مالك لم تشهد الجمعة؟
فقال: إن بغلتي عجزت عني، فبعث إليه: أما كان يمكنك المشي، ومنعه أن يركب سنة، وأن يشهد الجمعة ماشيا.
 
وروى مسلم بن إبراهيم، ثنا القاسم بن الفضل، حدثني عباد بن المعرا الفتكي، عن عاصم بن المنذر بن الزبير، عن عبد الله بن الزبير، أنه سمع عليا، يقول: هلاك ملك بني أمية على رجل أحول - يعني: هشاما -.
 
وروى أبو بكر بن أبي الدنيا، عن عمر بن أبي معاذ النميري، عن أبيه، عن عمرو بن كليع، عن سالم كاتب هشام بن عبد الملك، قال: خرج علينا يوما هشام وعليه كآبة وقد ظهر عليه الحزن، فاستدعى الأبرش بن الوليد فجاءه فقال: يا أمير المؤمنين مالي أراك هكذا؟
 
فقال: مالي لا أكون وقد زعم أهل العلم بالنجوم أني أموت إلى ثلاث وثلاثين من يومي هذا.
 
قال: فكتبنا ذلك، فلما كان آخر ليلة من ذلك جاءني رسوله في الليل يقول: أحضر معك دواء للذبحة.
 
وكان قد أصابته قبل ذلك فاستعمل منه فعوفي، فذهبت إليه ومعي ذلك الدواء فتناوله وهو في وجع شديد، واستمر فيه عامة الليل.
 
ثم قال: يا سالم اذهب إلى منزلك فقد وجدت خفة وذر الدواء عندي.
 
فذهبت فما هو إلا أن وصلت إلى منزلي حتى سمعت الصياح عليه فجئت فإذا هو قد مات.
 
وذكر غيره: أن هشاما نظر إلى أولاد وهم يبكون حوله فقال: جاد لكم هشام بالدنيا، وجدتم عليه بالبكاء، وترك لكم ما جمع، وتركتم له ما كسب، ما أسوأ منقلب هشام إن لم يغفر الله له.
 
ولما مات جاءت الخزنة فختموا على حواصله وأرادوا تسخين الماء فلم يقدروا له على فحم حتى استعاروا له.
 
وكان نقش خاتمه: الحكم للحكم الحكيم.
 
وكانت وفاته بالرصافة يوم الأربعاء لست بقين من ربيع الآخر، سنة خمس وعشرين ومائة، وهو ابن بضع وخمسين سنة، وقيل: إنه جاوز الستين، وصلى عليه الوليد بن يزيد بن عبد الملك، الذي ولي الخلافة بعده.
 
وكانت خلافة هشام تسع عشرة سنة وسبعة أشهر وأحد عشر يوما، وقيل: وثمانية أشهر وأيام.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة