عقد المؤتمر العلمي الدولي الثالث للبيئة والتنمية المستدامة بجامعة الأزهر، بعنوان: «تغير المُناخ؛ التحديات والمواجهة»، صباح اليوم الاثنين، جلسة حوارية عن «مفهوم المواصفات الدولية لنطم الإدارة البيئية.. الجودة والتمويل»، شارك بها مجموعة من العلماء والخبراء في مجال المناخ والتغيرات البيئة، وذلك في المؤتمر الذي يعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بمركز «المنارة» للمؤتمرات بالتجمع الخامس.
وأكد توماس هيربوش، المدير التنفيذي لشركة GETS الألمانية لخدمات الهندسة التكنولوجية، في كلمة له عبر تقنية الفيديو، أنه في ظل تعالي صرخات البيئة كان لا بد من وضع أطر إلزامية عن المواصفات الدولية التي من شأنها مساعدة الشركات على استمرار تطورها ونموها ولدعمها لتحقيق أهدافها؛ ولكن مع أخذ المسؤوليات البيئية بعين الاعتبار، موصيًا رجال الأعمال بضرورة عمل توافق بيئي فعلي يساهم في حماية البيئة ويحقق التنمية المستدامة ويخفض تكاليف المشروعات.
وقدم هيربوش عرضًا بالفيديو والصور للتطور التاريخي للتعامل مع قضايا البيئة والتغير المناخي وما يمكن أن يعود على البيئة باتباع معايير الجودة، محذرًا من عمليات التضليل التي تصدر من بعض الجهات حول أنشطتها وادعائها الالتزام بالاشتراطات البيئية وهي على خلاف ذلك، وأن مثل هذه السلوكيات السلبية تضلل الجهات الرسمية وخططها لحماية البيئة والتنمية المستدامة، وأن هذا يستوجب التعامل بحزم مع الجهات والشركات والتأكد من التزامها بالإجراءات البيئية، معربًا عن تهنئته لمصر على استضافة مصر cop27 وأن هذا بمثابة تكليل للدور الذي تقوم به مصر في مجال حماية البيئة.
وشاركت الدكتورة سينا حبوس، مستشار رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية للتنمية المستدامة والمدير التنفيذي للمركز الإقليمي للتمويل المستدام، بورقة بحثية تحت عنوان «التمويل المستدام كعنصر أساسي لتحقيق أهداف مجابهة التغير المناخي ضمن خطة مصر في التنمية المستدام»، حيث أكدت أهمية التوجه للتمويل الأخضر وأنه يعد من أهم الركائز في التمويل المستدام وكيف أن المشاريع الخضراء تساعد في التوجه نحو اقتصاد يحمي البيئة وهو أحد الحلول لمواجهة التغير المناخي.
وأكدت الدكتور حبوس أهمية تطبيق مبادئ حوكمة البيئة وتعزيز مبادئ الشفافية والمسئولية المجتمعية، وتشجيع الشركات للإفصاح عن الأثر البيئي والمجتمعي والكربوني للمشروعات التي تقوم بها الشركات، فقد انتقل موضوع الاستدامة في السنوات الأخيرة من موضوع متخصص إلى اهتمام رئيسي عالمي، وقد توجهت العديد من الدول والجهات مؤخرًا للتمويل الأخضر والتمويل المستدام، فيجب عليما في مصر تسخير جهود كل شركاء الوطن من أجل الوصول للتنمية المستدامة.
وقالت إن التنمية المستدامة أصبحت محركا سياسيا عالميا يوجه مستقبل الأمم الاقتصادي والاستراتيجي، وأن ذلك يستند إلى مفهوم مواءمة التنمية الاجتماعية والاقتصادية مع الأولويات البيئية من أجل الحد من التدهور البيئي الحالي وتغير المناخ، مع الحفاظ على الموارد الطبيعية قدر الإمكان بما لا يتعدى قدرتها على التجدد من أجل مستقبل الأجيال القادمة، داعية إلى العمل على اقتصاد سليم خال من التلوث والانبعاثات الضارة مع تشجيع التمويل المستدام، الذي يعد جزءا من حركة عالمية لنشر مفهوم التنمية المستدامة، من خلال تمويل الاستثمارات الخضراء، العامة والخاصة، للوقاية والتعويض عن الأضرار التي تلحق بالبيئة نتيجة التغيرات المناخية.
وتختتم اليوم جلسات مؤتمر جامعة الأزهر المؤتمر العلمي الثالث للبيئة والتنمية المستدامة، تحت عنوان: «تغير المُناخ؛ التحديات والمواجهة»، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الذي عقد على مدار ثلاثة أيام (السبت، الأحد والاثنين)، من 18 إلى 20 ديسمبر 2021م، بمركز المنارة للمؤتمرات بالتجمع الخامس، انطلاقا من سعى الأزهر الشريف لعقد عدد من المؤتمرات والندوات وورش العمل تمهيدًا وتحضيرًا ودعمًا لمؤتمر الأمم المتحدة COP27 الذي تستضيفه مصر بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر 2022م.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة