حالة من القلق تنتاب كبار المسئولين والمشرعين الأمريكيين، فى ظل تركيز الصينى على تعزيز قدراتها العسكرية وتطوير أسلحة جديدة تنافس بها الولايات المتحدة، من شأنها أن تقلب ميزان القوى العالمى، بحسب ما قال بعض المسئولين فى واشنطن.
وقالت صحيفة ذا هيل الأمريكية أن التعزيز العسكرى الصينى وجهود بكين لتطوير صواريخ ذات قدرات نووية يثير قلق الكونجرس ومسئولى الدفاع الأمريكيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن مؤسسة الدفاع الأمريكية قد شاهدت "التهديدات" من بكين زادت بشكل سريع فى عدة مجالات، بما فى ذلك اختبارات على صواريخ تفوق سرعة الصوت، بما فى ذلك ترسانة نووية متسعة، وخطوات كبرى فى الفضاء والمجال الإلكترونى، وتهديدات يومية تتعلق بتايوان.
وأثناء حديثه عن التعزيز العسكرى الصينى الأخير، قال رئيس الأركان الأمريكى مارك ميلى يوم الأربعاء الماضى إنهم يشهدون واحدا من أكبر التحولات فى القوى العالمى الجيو إستراتيجية التى شهدها العالم.
ويتحدون بشكل واضح الولايات المتحدة إقليميا، وتطلعاتهم هى تحدى الولايات المتحدة على الصعيد العالمى. وتقول ذا هيل أن التحول الممكن فى ميزان القوى العالمية مبعث قلق للمسئولين والمشرعين الأمريكيين.
وعلى مدار عقود، ظلت الولايات المتحدة تحتفظ بمكانها باعتبارها أكبر قوة عسكرية واقتصادية فى العالم، والتحول صوب الصين، وإن لم يكن تهديد مباشر، يمكن أن يقب التحالفات فى منطقة الهند والمحيط الهادئ فى وقت تزداد المواجهة بشكل كبير بين الجيشين الأمريكى والصين فى بحر الصين الجنوبى.
وكان نائب رئيس الأركان الأمريكى المغادر لمنصبه، جون هيتن، قد قال الأسبوع الماضى أن الوتيرة التى تطور بها الصن القدرات العسكرية مذهلة، وفى طريقها لتجاوز الولايات المتحدة ما لم تفعل الأخيرة شيئا لتغيير ذلك.
وفى مثال قوى على السرعة التى تتحرك بها الصين، إجرائها فى أغسطس الماضى اختبارا لسلاح يفوق سرعة الصوت والتى دار حول الأرض جزئيا وعاد للدخول على الغلاف الجوى.. ووصف ميلى الاختبار بأنه مقلق للغاية، وكان قريبا من لحظة سبوتنك الروسية عند إطلاق أول قمر صناعى فى العالم فى الفضاء، والذى منح موسكو تفوقا فى سباق الفضاء، وصدم الولايات المتحدة.
وقالت شبكة "سى أن إن" الأمريكية أن تصريح ميلى هو أول اعتراف رسمى من البنتاجون الذى كان يرفض حتى الآن التعليق على الأمر.
وقال ميلى إن القدرات العسكرية الصينية أكبر بكثير من هذا الاختبار المنفرد، فإنهم يتوسعون بشكل سريع فى الفضاء، ثم المجالات التقليدية فى البر والبحر والجو، مضيفا: "الصين هامة للغاية فى أفقنا".
وكانت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية قد ذكرت فى وقت سابق الشهر الماضى أن الصين اختبرت مركبة انزلاقية تفوق سرعة الصوت، أطلقت من صاروخ فى مدار أرضى منخفض يمكنها نظريا التهرب من أنظمة الدفاع الصاروخى الأمريكية. وقد فاجأت السرعة التى طور بها الصينيون النظام مسئولى الأمن القومى فى الولايات المتحدة.
وردا على تقرير الصحيفة البريطانية، قال المتحدث باسم وزارة الشئون الخارجية الصينية زهاو ليجيان أن الاختيار الذى أجرى فى أغسطس كان سفينة فضائية وليس صاروخا.
وأشار إلى أن الاختبار كان تجربة سفينة فضائية روتينية للتحقيق من التكنولوجيا القابلة لإعادة الاستخدام للمركبة الفضائية، وهو أمر ذو أهمية كبيرة لتقليل تكلفة استخدام المركبات الفضائية.
ويمكن أن يوفر طريقة مريحة ورخيصة للإنسان لاستخدام الفضاء بشكل سلمى، وقد أجرت العديد من الشركات فى العالم تجارب مماثلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة