تمر اليوم الذكرى 142 على ميلاد المفكر الشيوعى ليون تروتسكى، إذ ولد فى 7 نوفمبر عام 1879، وهو ماركسي بارز وأحد زعماء ثورة أكتوبر في روسيا عام 1917 إضافة إلى الحركة الشيوعية العالمية في النصف الأول للقرن الماضي ومؤسس المذهب التروتسكي الشيوعي بصفته إحدى فصائل الشيوعية الذي يدعو إلى الثورة العالمية الدائمة.
ووفقا للكاتب والباحث سامى عمارة، يعد تروتسكي شخصية مثيرة للجدل، سيرته الذاتية عامرة بالتناقضات منذ مولده في السابع من أكتوبر عام 1879 في خيرسون الأوكرانية لعائلة يهودية، قبل انتقاله إلى أوديسا ونيكولاييف الأوكرانيتين أيضاً. ما نشرته المصادر السوفياتية يتسم بكثير من عدم الدقة والتحريفية، بل وعلى نحو مبتسر يقول بتعمد واضح لإسقاطه من تاريخ روسيا والاتحاد السوفياتي.
وعلى النقيض من ذلك، تعمد أنصاره ومريدوه من الجانب الآخر أن يظهروه بطلاً ثورياً ومفكراً ومنظراً كان جديراً بخلافة لينين على عرش قيادة الدولة والحزب، وهو الذي كان أول وزير للخارجية في الدولة السوفياتية الوليدة، ومؤسس قواتها المسلحة التي حملت اسم "الجيش الأحمر"، فضلاً عما كان يجمعه مع زعيم الثورة لينين من تلاقٍ في الأفكار والتوجهات، كانت وراء ترشيحه لأكثر من منصب سامٍ، ومنها نائب رئيس مجلس مفوضي الشعب (الحكومة الروسية ثم السوفياتية).
وبعد ذلك جاء دور التصادم مع ستالين، ونشأ أول جدال حول نقابات العمال، حين أراد الأول جعلها تحت سلطة الدولة، ولم يرغب ستالين فى ذلك، واشتد الخصام بعد موت لينين عام 1924م، حيث لم يحضر تروتسكى الجنازة لعدم تواجده فى المدينة وقتها، فأعلن ستالين نفسه خليفة للزعيم واتهم تروتسكى بقلة الاحترام للينين، فاحتدم الصراع من أجل السلطة بينه وبين ستالين الذى تمكن من التحالف مع زينوفييف وكامنييف وبوخارين وغيرهم بل وتمكن أيضاً من عزل انصار تروتسكى فى الحزب واشعال خلافات بينه من جهة وأنصاره من جهة أخرى، وفى عام 1926م تم اعفاء تروتسكى عن العضوية فى المكتب السياسى فى الحزب البلشفى بتهمة النشاط المعادى للحزب.
وبحسب كتاب "الإرهاب وتجديد الفكر الأمنى" للكاتب معتز محيى عبد الحميد، فأن الخلافات أدت إلى نفى تروتسكى وإبعاده عن الاتحاد السوفيتى، حيث استقر فترة فى تركيا وأخرى فى النرويج، وقبلت المكسيك لجوءه السياسى وأحاطته برقابة مشددة، وهناك راح تروتسكى يصب حملات ضد ستالين وينتقد سياسته.
وحينها فكر ستالين فى كيفية التخلص منه، فدفع هو أجهزته الأمنية بأحد العناصر، للانضمام إلى جماعة تروتسكى ويدعى فرانك جاكسون الذى أخذ فى البداية يبدى تحمسا لتعاليم تروتسكى حتى أصبح مقربا إليه، وفى ذات يوم كان الزعيم الشيوعى جالسا يقرأ إليه مقالا كتبه فى مكتبه، حتى قام جاكسون بإشهار آلة ما تستخدم فى تكسير ألواج الثلج وانهال عليه طعنا إلى أن فارق الحياة، وتبين فيما بعد أن فرانك جاكسون ليس اسمه الحقيقى، حيث انتحل عدة أسماء، واسمه الحقيقى "ميركادير" ويعمل عضوا فى "الاجيو" وهو البوليس السرى لستالين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة