كانت مصر مهد للديانات، ورحلة للعديد من الرسل والأنبياء الذين مروا عليها، كذلك في مصر العديد من النسخ المقدسة التي تعتبر من أقدم النصوص المقدسة في العالم سواء للكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، أو القرآن الكريم.
وخلال التقرير التالى نسلط الضوء على اثنتين من المخطوطات الدينية الأقدم في العالم والمحفوظة في مصر، وهى:
المخطوطات الوسطى
وترجع تواريخها إلى القرن الرابع الميلادي، وجاء في جريدة الأهرام خلال أحد أيام شهر سبتمبر سنة 1992 في الصفحة الأولى عنوان "مزامير داود" أقدم كتاب في العالم تعرضه مصر بالمتحف القبطي، ومما جاء بالمقال "فبعد أبحاث ودراسات علمية استغرقت عدة سنوات أكد الدكتور جودت جبرة مدير المتحف على أن الكتاب يشكل إضافة وقيمة كبيرة للمتحف القبطي بالقاهرة، عثرت هيئة الآثار على هذا الكتاب منذ سبعة سنوات في مقبرة "المضل" قرب مدينة بني سويف.
بعد أبحاث استمرت طوال هذه السنوات مع متاحف العالم الكبرى في أوروبا وأمريكا تأكد لنا إن الكتاب هو أقدم كتاب في العالم حيث يرجع إلى حوالي 1600 سنة، والكتاب عبارة عن 252 صفحة مكتوبة باللغة القبطية وباللهجة البهنساوية (لهجة مصر الوسطى) ومكتوب على الرق (جلد غزال) داخل غلاف خشبي، ومكتوب عليه بالحبر الحديدي، وحجم صفحاته 18 × 13 سم، هذه المزامير هي أول وأقدم مزامير باللغة القبطية في العالم يتم العثور عليها وتوجد في المتحف في شكل كتاب كامل.
مصحف عثمان
مصحف عثمان الموجود حاليًا بدار الكتب بالقاهرة، هو إحدى النسخ التي أمر سيدنا عثمان بن عفان بنسخها وإرسالها إلى الأمصار الإسلامية في عام 25 من الهجرة، وتم نقله إلى جامع عمرو بن العاص بالفسطاط في عام 347 من الهجرة (تقريبًا 958 ميلاديًا)، أي أنه موجود بالقاهرة منذ حوالي 1059 عامًا، والمصحف من طراز المصاحف القديمة المكتوبة بالخط الكوفي والمكتوبة بدون تنقيط أو تشكيل.
ويحدد الفحص عمر المخطوط بنسبة دقة تصل إلى 95 %، ويشير إلى أن النص الموجود على هذه الجلود يعود تاريخ كتابته إلى الفترة ما بين 568 و645 ميلادى، ويقول البروفسور ديفيد توماس، الأستاذ المختص فى المسيحية والإسلام إن "هذه النصوص قد تعيدنا إلى السنوات الأولى من صدر الإسلام"، مؤكدا أن بعض نصوص "الوحى" كتبت على رقائق من الصخور أوالجلود وعظام أكتاف الجمال، وأن نسخة نهائية من المصحف جمعت فى عام 650 ميلاديا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة