منذ 126 عاما فى مثل هذا اليوم 27 نوفمبر من عام 1895، قام ألفريد نوبل بتوقيع وصيته فى النادى السويدي النرويجي بباريس، حيث أوصى فيها بوقف أمواله على إنشاء جائزة نوبل بعد وفاته، وكرس الجزء الأكبر من شركته لتأسيس جوائز نوبل التي تمنح سنويا دون تمييز لجنسية الفائز، حيث تم تخصيص 94% بقيمة إجمالية 31,225,000 كرونة سويدية لإنشاء خمس جوائز نوبل، وهى الجائزة التى أصبحت الأعرق بين جميع الجوائز التى يتم منحها منذ 1901فى شتى المجالات، ولكن ما نسلط عليه الضوء خلال السطور المقبلة هو فرع الجائزة فى الآداب.
تمنح جائزة نوبل فى الآداب لكاتب قدم خدمة كبيرة للإنسانية من خلال عمل أدبى و"أظهر مثالية قوية" حسب وصف ألفرد نوبل فى وصية المؤسسة لهذه الجائزة، بعد اختراعه الديناميت فى سنة 1867، وبالطبع الكاتب الذى يحصل على نوبل يمنح جائزة مادية لكنه يتمتع بالشهرة الواسعة فى العالم وتزيد حجم مبيعات أعماله الأدبية بشكل كبير حول العالم، حيث تهتم العديد من الدول لترجمة أعماله للغات مختلفة، مما يتيح له ترويجا على نطاق عالمى واعترافا دوليا.
ويحصل الفائز بجائزة نوبل على قلادة ذهبية، وشهادة تحمل اسمه، ومبلغ من المال، يعتمد مقدار المال الممنوح للفائز على الإيرادات التى جمعتها مؤسسة نوبل فى ذات العام، إذا حصل أكثر من مرشح على جائزة نوبل، توزع المكافئة المالية على الفائزين بالتساوى فيما بينهم، أو يحصل أحد المرشحين على نصف الجائزة ويقتسم الفائزان الآخران النصف الآخر.
وفى عام 2020، أعلنت الأكاديمية السويدية أن الفائزين بجوائز نوبل هذا العام سيحصلون على مليون كرونة إضافية (110 آلاف دولار)، وهذا يعنى أن أموال الجوائز ارتفعت إلى 10 ملايين كرونة، حيث صرح المدير التنفيذى لمؤسسة نوبل.
وكان أول الحاصلين على جائزة نوبل فى الأدب هو الشاعر الفرنسى رينه سولى برودوم في عام 1901، والذى بدأ حياته بدراسة العلوم فحصل على دبلوم الهندسة، حيث إنه كان مهتما بالعلوم، ورغم ذلك الاهتمام إلا أنه كان يحب الشعر، وكانت هوايته الأساسية كتابة القصائد، فقد ظل يتابع الحركة الأدبية، وقالت الأكاديمية آنذاك عن سبب حصول رينه سولى على الجائزة :"في اعتراف خاص بتكوينه الشعري، الذى يعطي دليلاً على المثالية السامية والكمال الفنى ومزيج نادر من صفات القلب والفكر".
أما عن أبرز مواقف نوبل مع الفائزين هو رفض الفيلسوف والأديب الأيرلندى الشهير جورج برنارد شو، والذى رفض الجائزة عندما حصل عليها فى عام 1925، ويرجع سبب رفضه إلى عدم إيمانه بأهمية جائزة نوبل، كما سخر من "ألفريد نوبل" مؤسس الجائزة، الذى جمع ثروته الكبيرة بسبب اختراعه للديناميت، حيث قال: "أغفر لنوبل أنه اخترع الديناميت ولكننى لا أغفر له أنه أنشأ جائزة نوبل، إننى أكتب لمن يقرأ، لا لأنال جائزة".
كما أن على مدار تاريخ الجائزة كان هناك فائزون أثاروا الجدل، ووجه النقاد والمتابعون الانتقادات للجنة الجائزة لمنحها لهؤلاء، وهم :تيودور مومسن المؤرخ الألمانى تيودور مومسن عام 1902، وهو ثانى الحاصلين على جائزة نوبل في الآداب بعد إطلاقها عام 1901، وهو مؤلف ومؤرخ اهتم بالتاريخ، ولم يكتب أي رواية أو عمل أدبى طوال حياته.
وعندما فاز رئيس الوزراء البريطانى وينستون تشرشل الجائزة بعد كتابته مذكراته عن الحرب العالمية الثانية فى 12 مجلدا، جاء القرار صدمة للكثير من الأدباء والنقاد الذين رأوا أن كتاباته لا تحمل قيمة أدبية ترقى للمنافسة، واعتبر البعض أن هذه الجائزة جاءت تعويضا لتشرشل الذى كان مرشحا قويا لجائزة نوبل للسلام قبل ذلك بثمانى سنوات ولم يفز بها.
وعندما حصل بوب ديلن على الجائزة في عام 2016، لإسهاماته الشعرية وأثرها في الأغنية الأمريكية، أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الثقافية، باعتباره بعيدًا عن الأدب.
وتأتى إحصائية جائزة نوبل في الأدب منذ أن انطلقت من عام 1901 وحتى العام الحالي 2021 فقد حصل 102 كاتب مقابل 15 كاتبة على الجائزة الأعرق عالميا، وآخرهم التنزانى عبد الرزاق جرنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة