أصدر الشاعر اللبنانى الكبير أنسى الحاج ديوانه الأول "لن" عام 1960 وأثار الديوان اهتمامًا كبيرًا لكونه أول ديوان يضم قصائد نثرية مكتوبة باللغة العربية ولعنوانه الغريب ولمقدمة احتواها عن قصيدة النثر، المشروع الشعرى الجديد الذى تبناه شعراء لبنان في مرحلة الستينيات من القرن الماضى.
بدأ أنسى الحاج ديوانه بمقدمة تصلح لتكون مرجعية في تعريف قصيدة النثر واهميتها في إثراء اللغة وتطور الأدب، كما حدد شروطها وهى الإيجاز، التوهج والمجانية، في محاولة لتعريفها وشرح مفرداتها للشعراء والمتلقين.
يقول أنسى الحاج في مقدمة ديوانه: "يجب ان أقول إن قصيدة النثر – وهذا إيمان شخصي قد يبدو اعتباطيا- عمل شاعر ملعون .الملعون في جسده و وجدانه .الملعون يضيق بعالم نقي. إنه لا يضطجع على إرث الماضي .إنه غاز، وحاجته إلى الحرية تفوق حاجة أي كان إلى الحرية .إنه يستبيح كل المحرمات ليتحرر . لكن قصيدة النثر التي هي نتاج ملاعين لا تنحصر بهم .أهميتها انها تتسع لجميع الآخرين بين مبارك و معافى. الجميع يعبرون على ظهر ملعون".
من قصائد الديوان:
قولي: بماذا تفكرين؟
أفكر في شمسكَ الّتي لا تُنيرني يا عاشقي
قولي: بماذا تُفكّرين؟
أفُكر فيكَ، كيف تستطيع أنْ تصبر على برودة قلبي
قولي: بماذا تُفكّرين؟
أفُكْر يا عاشقي في جبروتك، كيف أنّك تُحبُني ولا أُحبّك.
قُلْ: بماذا تُفكّر
أُفكّر كيف كنتُ، وأحزن من أجلكِ يا حبيبتي
أُفكّر في شمسي الّتي أذابتكِ، وفي جَلَدي الّذي خضّعكِ، أُفكّر في حُبّي الّذي ركّعكِ، ثمّ مَلّكِ يا حبيبتي.
أُفكّرُ في المراثي يا حبيبتي.
أُفكّرُ في القتل.
ولد أنسى الحاج عام 1937 في لبنان، تعلم في مدرسة الليسه الفرنسية ثم في معهد الحكمة، بدأ ينشر قصصاً قصيرة وأبحاثاً وقصائد منذ 1954 في المجلاّت الادبية وهو على مقاعد الدراسة الثانوية.
اشتغل فى الصحافة اليومية عام 1956، استقر في جريدة "النهار" حيث حرر الزوايا غير السياسية سنوات ثم حوّل الزاوية الأدبية اليومية إلى صفحة أدبية يومية، - له ست مجموعات شعرية كالتالى: "لن" 1960، "الرأس المقطوع" 1963، "ماضي الأيام الآتية" 1965، "ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة" 1970، "الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع" 1975، "الوليمة "1994، وقد توفي أنسي الحاج يوم 18 فبراير لعام 2014 بعد صراع طويل مع المرض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة