كثعلب فى الصحراء يتحرك بسيارته ذات الدفع الرباعى وسط الجبال وتلال الرمال كمن يركب ببساط سحرى لا تخيفه وحشة الصحراء ولا تحرك له ساكنا، يحفظ كل شبر فيها ويأخذك فى صحراء وادى الريان بمحافظة الفيوم إلى عالم آخر، ولا ترى عينيك إلا مشاهد بديعة من صنع الخالق وصخور حولتها الطبيعة إلى تحف فنية، يصعد ويهبط وسط الجبال إلى أن يصل بك إلى "المايك ليك" المكان الساحر الذى يعتقد أنه أفضل أماكن وادى الريان.
"فارس على" دليل متخصص فى الصحراء الغربية بداية من محافظة الفيوم حتى هضبة الحلف الكبير التى تفصل بين مصر وليبيا والسودان، أكد أن رحلاته تنطلق من منطقة وادى الريان التى تضم 4 بحيرات هى البحيرة العليا والبحيرة السفلى وبحيرة قارون والبحيرة المسحورة والتى سميت بهذا الاسم لاختلاف المشهد بها طوال اليوم.
وعن مهنة دليل الصحراء، قال فارس: إن كل مهنة لها دليل فالشركة مديرها دليل وهو من يضع الخطوط العريضة والخط الرئيسى الذى يسير عليه الناس ، وأيضا البحر له دليل والصحراء لها دليل، فعند ذهابنا لأى عنوان نعرف تفاصيله، كذلك الصحراء لابد أن نعرف وجهتنا فيها"، لافتا إلى أن دليل الصحراء يتقدم المجموعة ويقع عليه عبء كبير.
وأضاف: الرحلة حسب السائح، فمثلا من الأسئلة الهامة هل هذه هى المرة الأولى التى يزور فيها محافظة الفيوم أم أنه زارها من قبل؟ فلو كانت المرة الأولى نضع له برنامجا يتضمن شلالات وادى الريان ووادى الحيتان ومنطقة قصور العرب وهى منطقة كثبان رملية والبحيرة المسحورة مع تحديد مكان تناول وجبة الغداء، يمكن أن تكون فى الصحراء أو فى أحد الفنادق".
وتابع: لو كان الزائر مصريا فالمصريين يحبون اللعب والتزحلق على الرمال والخضرة، ونضع فى البرنامج المزارات التى بها ترفيه وليست التى بها أماكن أثرية وتحتاج إلى شرح.
وأشار فارس، إلى أن الرحلات بصحراء الفيوم ليست مكلفة فى مقابل المتعة التى يحصل عليها الزائر، لافتا إلى أنه ينصح بعدم المخاطرة بخوض ترجبة السياحة فى الصحراء دون دليل يرشده.
وأكد فارس، أن مهمته الأولى تتمثل فى الحفاظ على سلامة السائح قبل الاستمتاع، وفى المرتبة الثانية الحافاظ على وقت السائح وترتيب اليوم وفقا لوقته.
وأشار فارس إلى معرفته معلومات جديدة من وعن الصحراء يوميا، يضيفها لمعلوماته فقد يكتشف منطقة جديدة أو يحذر من الاقتراب منها، لافتا إلى أن دليل الصحراء هواية قبل أن تكون مهنة فمن لا يحبها لا يستطيع الاستمرار فيها، مشيرا إلى أن من لا يحبها سيصاب بالتوتر فى كل موقف ولن يكون لديه حماس ولا يستمتع بحياة البدو، وأكد أن دليل الصحراء لا بد أن يكون "مزاجه رايق" ويعمل بحب لامتاع السائح.
وأكد أنه يجهز للسائح كل إمكانيات الكامب "خيمة الطعام ومن يخدم السائح وحفل السهرة"، ونضع احتياطات أمان للتخييم أولها البعد عن المياه لأنها مصدر الحشرات لما حولها من خضرة، كما نبتعد عن الجبال التى تسكن بها الحشرات، ونختار الأماكن الرملية المفتوحة، ونقيم الخيام تشمل المبيت.
وأوضح فارس أنه منذ طفولته كان يحب الصحراء، لافتا إلى أنه يحفظ كل شبر فى صحراء الفيوم والواحات وكل الصحراء الغربية.
وعن المواقف الصعبة التى واجهها فارس فى الصحراء، قال إنها متعددة حيث إنه كان فى كامب فى صحراء الواحات وكان فى منطقة كثبان رملية وكان بصحبته 3 أجانب واستيقظ فى الصباح ولم يجد إحدى السائحات وكانت ألمانية، وانتظر وقتا طويلا ولم تحضر، وكان لديه تخوف من الحرك بالسيارة للبحث عنها، خشية عودتها إلى مكان لتخييم، وهنا تعامل بخبرته وترك لها ورقة فى المكان أنه يبحث عنها وسيعود خلال 20 دقيقة، وإذا حضرت للمكان عليها الانتظار وبالفعل ذهب ليبحث عنها ولم يجدها وعاد بعد 20 دقيقة وجدها تنتظر، مؤكدا أن الصحراء مثل السيدة الجميلة عليك احترامها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة