"اللى وصلت له ده ولا فى الأحلام".. هكذا عبر محمود يوسف صاحب معرض الخزف والفخار الشهير بقرية تونس بمحافظة الفيوم عما وصل إليه فى رحلته فى تعلم صناعة الخزف والفخار التى بدأها منذ أن كان طفلا فى طريقه للكتاب ويرى السويسرية إيفيلين بورية بمدرستها التى أسستها لتعليم أطفال القرية صناعة الخزف والفخار تجلس فى فناء مدرستها وحولها الأطفال تعلمهم وتوجههم فيقف بعيدا يحدق بعينه فى المشهد فتلاحظ إيفيلين ذلك وتنادى الطفل لتلحقه بمدرستها ويبدأ مشواره مع المهنة الذى انتهى بوصوله إلى صاحب إحدى أكبر ورش صناعة الفخار والمعارض بالقرية وله زبائنه من كافة دول العالم بل وصل نجاحه إلى السفر إلى فرنسا والعديد من الدول للمشاركة بمنتجاته فى معارض دولية الخزف والفخار.
يقول محمود يوسف صاحب ورشة لصناعة الخزف بالقرية إنه يعمل بالمهنة منذ 20 عاما تعلم على يد إيفيلين السويسرية، مشيرا إلى أنه كان يمر من امام مدرستها فى طريقه للكتاب وينظر إليها فاستدعته وطلبت منه أن تعلمه وبالفعل علمته صناعة الخزف والفخار، قائلا: وبدأت أحب المهنة وابدعت فيها وكانت إيفيلين تحرص على إتقانى التفاصيل.
ولفت محمود إلى أن إيفيلين كانت تطلب منه أن يستوحى الرسومات على الفخار من البيئة المحيطة به مثلا أوراق الأشجار والعصافير وغيرها ولم تفرض أبدا شكلا أو رسما معينا على و كانت تترك مجالا واسعا لإبداعنا.
وأشار محمود إلى أن صناعة الفخار والخزف ليست صعبة ولكنها تعتمد على محبة الشخص الذى يقوم بها فإن كان محبا المهنة تفوق فيها وكلما رأى أن نتيجة عمله تخرج فى منتج أمامه كلما كان ذلك دافع له للإبداع اكثر والبحث عن أشكال وأفكار جديدة ومختلفة تميز منتجاته وتلفت نظر مقتنيها من الزبائن المترددين على المدرسة.
ولفت محمود إلى أنه بعدما تفوق فى المهنة ساعدته إيفيلين فى التعرف على خزافين من خارج مصر كما ساعدته فى إقامته ورشته ومعرضه وبداية العمل بشكل منفصل عن المدرسة وكانت تحب نجاحه وتشجعه عليه.
وعن سفره خارج مصر قال محمود يوسف أن المرة الأولى سافر فيها إلى فرنسا وكان ذلك من خلال سائحين فرنسيين زاروا معرضه وورشته لصناعة الخزف والفخار وطالبوه بتعليمهم صناعة الفخار وبالفعل علمهم ذلك وأقاما بالقرية لمدة أسبوع تعلموا خلالها مبادئ صناعة الفخار وبعد عودتهم لفرنسا قاموا بإقامة ورشة وطلبونى للسفر والعمل معهم وبالفعل سافرت فرنسا وعملت هناك 3 سنوات كنت أعمل هناك 3 أشهر وهنا 3 أشهر لإدارة ورشتى ومعرضى ثم سافرت بعد ذلك إلى جينيف ثم أرمينيا قائلا "اللى وصلت ليه ولا كان فى الأحلام" ففى البداية كانت هواية لم أتخيل أن تكون مهنتى الأساسية التى أعتمد عليها فى حياتى.
وأكد محمود أن إيفيلين صاحبة فضل على كل أبناء قرية تونس وهى التى هيأت الجو لأن تكون قرية سياحية وابداعية وهى السبب فى إنشاء الفنادق والمطاعم والفيلات فى القرية.
وعن مراحل صناعة الخزف أكد محمود انهم يقومون بشراء المادة الخام وهى الطين الأسوانلى من مكان شهير بمصر القديمة مخصص لبيعها ثم يقومون بوضعها فى أحواض مياه لأيام محدد ثم استخراجها وتفريغها من الهواء وعجنها جيدا ثم بداية العمل بها على الدولاب المخصص لصناعة الخزف سواء الكهربائى او الذى يدار بالقدم حتى يتم عمل الشكل المرغوب فيه ثم يتم الرسم عليه وفقا لرؤية صانع الخزف وغالبا تكون رسومات مستوحاة من الطبيعة بعد ذلك يدخل المنتج الفرم ثم يستخرج ويتم طلاؤه.
وأشار محمود إلى أن صناعة الخزف والفخار لم تلهه عن استكمال دراسته وتعليمه حيث حصل على بكالوريوس التربية الفنية، مشيرا إلى أن تعامله مع السائحين بقرية تونس وسفره للخارج أكسبه العديد من اللغات التى أصبح يتحدث بها، ولفت إلى أن مهنة الخزف والفخار مربحة ويعتمد عليها أهالى القرية بشكل أساسى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة