الروايات والقصص القصيرة هى حكايات من الممكن أن تكون واقعية وقد تكون خيالية، ولكنها فى النهاية حواديت يستمتع بها القراء، ولكن هل من الممكن أن تسرد الحكايات من الأمور الشخصية للكاتب؟، فهل الروائى أو القاص من الممكن أن يسرد علينا حكايات حدثت له بصفة شخصية ولكنها تأتى فى سياق درامى داخل الرواية أو القصة؟، فى هذا الأمر جاوب الكاتب الهندى ،رافيندر سينج، مؤلف كتاب "قلب الهند"، وصاحب أكثر الكتب مبيعاً.
وقال الكاتب الهندى رافيندر سينج، إن بعض الأمور الشخصية تدخل أحياناً فى صميم كتاباتى عن المشاعر، مثل الرحيل المؤلم لصديقى المقرب فى حادث سير، وما تركه ذلك من أثر بالغ فى نفسى، حيث ظلّت هذه الواقعة تلازمنى طوال مسيرتى، وقد أُطلق على لقب "ملك الرومانسية".
وأوضح رافيندر سينج، إننى أكتب قصصاً مختلفة لأخبر الآخرين بها، فحتى عندما يزورنى أصدقائى، أخبرهم بقصصى، وأحاول دوماً النظر إلى الأشياء بطريقة مختلفة، وينصب اهتمامى على كيفية إخبار الآخرين المزيد من القصص، ولكن بداياتى كانت صعبة للغاية، فليس من السهل أبداً أن يصبح المرء كاتبا.
كما أضاف الكتاب الذى استضافه معرض الشارقة الدولى للكتاب بدورته الـ 40، خلال أمسية "ملك الرومانسية وقصص الحب"، أنه يكتب بطريقة يشعر من خلالها القارئ أنه بطل القصة، وأنه يولى هذه الجزئية اهتماماً كبيراً، لأنه يؤمن بأن القارئ لن يستمر مع الكاتب ما لم يتفاعل مع أعماله السابقة، وأنهيؤمن بأن فكر الكاتب وهويته الكتابية أهم من مظهره الخارجى.
وتابع الروائى الهندى، أشعر أحياناً بأننى أكتب عن نفسى، وأنا متمرد بطبيعتى، كما أننى أبيع العواطف، وإن فشلت مرة فى كتابةٍ ما، فليس بالضرورة أن تكون المشكلة فى الشخصيات التى رسمتها، بل قد تكون فى مدى ارتباطى وجدانياً معها، فأنا أتحدث بصوت مرتفع مع شخصيات قصصى أثناء الكتابة، لأننى أريد أن أعيش حالة القارئ عندما يقرأ لى، وأحرصُ دوماً على كتابة ما أشعر به تماماً، فهناك تشابه كبير بين مشاعرنا أو ما يحدث لنا كبشر، ولا تكاد تمرُّ فكرة فى ذهنى إلا وأحاول ترجمتها كتابياً.
كما كشف صاحب الكتاب الأكثر مبيعًا أنه فى بداياته كان يكتب عن الحب الأزلى، أما اليوم، فهو لا يعتقد بوجود مثل هذا الحب، لأن القناعات تتبدل، تماماً مثل الأولويات والاهتمامات، وعليه يحاول اليوم أن يكتب بأسلوب التحاور بينه وبين قرائه، لأنه كما يقول:"لم يعد يميل لكتابة قصص أسطورية مثل تلك التى تصوّر أميراً يمتطى حصاناً أبيضاً، ويطير قاصداً محبوبته.
وأكد سينج أن العلاقات العاطفية وإن كانت تفشل أحياناً، إلا أنها جزء مهم من حياتنا، وهذا النوع من المشاعر الإنسانية الرقيقة تختلف طريقة التعامل معها والتحكم بها بحسب الفئات العمرية، فانعكاساتها على المراهقين مثلاً قد تكون سلبية وتؤدى إلى حالة من العزلة وأنماطٍ غير سويّة من السلوك، وبالتالى فإن على الكاتب الرومانسى أن يضع فى الحسبان فئات القراء المختلفة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة