يحترف عدد كبير من الهواة اقتناء الطيور الجارحة وتربيتها وتدريبها على صيد الفرائس من الطيور والأرانب البرية وغيرها، كتراث وهواية عريقة كانت ولا تزال هواية النبلاء والملوك، وعلم وفن ومهارة وغية من نوع خاص.
التقى "اليوم السابع" بالصقار أحمد إيهاب، أحد هواة تربية الصقور فى محافظة دمياط، والذى احترف تربية الطيور الجارحة بأنواعها المختلفة والحيوانات المفترسة كالأسود والنمور والتماسيح، فضلا عن الزواحف كالثعابين من أكثر من 18 عاما، حتى بات محترفا يجيد التعامل مع الحيوانات المفترسة، وصقارا بارعا قاده شغفه بالصقارة إلى امتلاك أجود أنواع الطيور الجارحة وتربيتها والاعتناء بها.
وقال الصقار أحمد إيهاب، أشهر هواة تربية الطيور الجارحة والحيوانات الأليفة بمدينة دمياط لـ"اليوم السابع"، إنه يهوى تربية الحيوانات بكل أنواعها وخاصة المفترسة منها كالعقاب والصقور والأفاعى والعقارب والتماسيح منذ أكثر من 18 عاما، مضيفا أنه يجد متعته الحقيقية فى تربية كل ما هو مفترس وقوي.
وأضاف أنه درب كل أنواع الطيور المهاجرة والمستوطنة فى مصر مكتسبا خبرة كبيرة من كل طير كالشاهين والعقاب والصقر، حيث بدأ مشواره فى تربية الطيور الجارحة بطير واحد وتواصل مع عدد من الصفارة خارج مصر ليعلموه فن تدريب الصقور على الصيد وهو ما يعرف بـ"الصقارة"، مضيفا أنه مع الوقت أصبح صقارا متمكنا ذو خبرة واسعة فى مجال تربية الطيور الجارحة بأنواعها المختلفة.
وأشار إلى أن طائر العقاب معروف بقوته وعدوانيته وحجمه الكبير مقارنة بالصقور، حيث يعد من أقوى الطيور، ويتميز بكبر حجم أرجله وقوتها مقارنة بالطيور الأخرى، تمكنها من القبض على الفريسة والتأكد من عدم سقوطها، وتمنحه المقدرة على حمل فريسة من أعلى سفح جبل يتخطى وزنها 30 كيلو ويطير بها لمسافات بعيدة وهو لا يتخطى وزنه 4 كيلو، ويستخدم فى الصيد البرى كصيد الحمام والأرانب والغزلان والطيور الكبيرة، مؤكدا أن لكل طائر استخداماته، فضلا عن استخدامه فى العروض والمسابقات، مؤكدا على أن تدريب الطيور الجارحة يحتاج لخبرة ودراسة وحب، وإلى أماكن واسعة للتدريب لكون مساحة طيرانه واسعة.
وقال إنه يتميز بامتلاكه جسما عريض الصدر، وأجنحة مستديرة وعريضة وقصيرة مغطاة بالريش لتوفر له خفة الوزن ودفع جسمه للطيران والتحليق لمسافات طويلة، وتعد أقصر عن أجنحة الصقور للتمكن من المناورة خلال مطاردة الفريسة، كما يمتلك منقار ومخالب منحنية حادة وقوية يلاحق بهما فريسته من الحيوانات للحصول على طعامه، وتساعده على تمزيق فريسته، وتختلف ألوانه بين البنى والرمادى والذهبى والأسود.
وأضاف أن العقاب يتمتع بقوة نظر كبيرة جدا يسلط بها تركيزه على الفريسة إلى أن تقتل، إضافة إلى تركيز حاد على الهدف رغم تحليقه، ويمتلك صوتا أشبه بالنغمات المتكررة والمترددة والتى يطلقها كآلية دفاع، أو كتحذير من خطر اقتراب البشر، أو الدفاع عن مناطق الغذاء، مشيرا إلى أن الطيور الجارحة تتغذى على اللحوم البيضاء والطيور، حيث يتناول يوميا من حمامة لاثنين وفقا لحجم الطير، ويتراوح سعره من 5 آلاف جنيه وحتى 20 ألف جنيه، ويعد طائر العقاب الجولدن أكبر أنواع العقبان حجما وأشرسهم فى الصيد، فلديه القدرة على اصطياد ذئب، أما العقاب الإمبريال فيتخصص فى اصطياد الثدييات وبالأخص الأرانب والتى قد يصل وزنها إلى 10 كيلو.
ولفت إلى أن الطيور عندما تأتيهم تكون مفترسة، وقادمة من بيئة صحراوية، ودورهم كصقارة أنهم يحاولون تكييف الطيور الجارحة على بيئة جديدة تختلف تماما عن البيئة الصحراوية التى نشأوا وعاشوا فيه، لذلك تبدأ فترة التدريب والتطويع بتوقيف الطائر الجارح على أيديهم لفترة طويلة ثم يقومون بتقديم واجب الضيافة له وهو عبارة عن وجبة لحوم بيضاء ومعاملته بلطف واحترام، فتعد الطيور الجارحة ملوك وطبيعتهم كالبشر تماما يحتجن لحسن المعاملة حتى تنشأ الثقة بينه وبين مدربه الصقار، مؤكدا أن تدريب الطيور الجارحة خطوة تحتاج لصبر وسعة بال حيث يبدأ الصقر بالانزعاج عند رفع الغطاء عن عينيه "البرقع" لعدم تعوده على مجالسة البشر وهذه الخطوة تحتاج من الصقار لحمل صقره معه أطول فترة ممكنة يوميا، فقد تصل مدّة تدريب الصقر واستئناسه ومعرفته لمربيه لشهر وعام وفقا لنوع الطير وعمره واستجابته.
وأشار إلى أنه يتعامل مع الطيور كأبنائه، حيث يكافئ العقاب عند عودته من رحلة تحليق بوجبة طعام احتراما له ولمجهوده الذى بذل. مؤكدا أن الطيور بشكل عام تحتاج للتكيف مع صاحبها لأنها غير اجتماعية، لذا يتم وضع برقع أو عصابة على عينها حتى تشعر بالهدوء الذى تحتاجه، موضحا أن مسميات الطير الجارح تختلف تماشيا مع ازدياد عمره، فيطلق على الطائر البالغ من العمر عاما واحدا "فرخ"، والطير الشاب الذى يبلغ من العمر عامين يسمى "بكر"، أما الطائر الذى يتعدى عمره الـ3 سنوات فيسمى "جرناص".
وقال إن مصر الدولة الوحيدة فى الشرق الأوسط التى مارست هواية الصقارة بالعقبان، حيث أن باقى الدول تمارس الصقارة بطائرى الشاهين والحر، مضيفا أن طائر الشاهين هو أغلى طائر فى الطيور الجارحة لكونه أسرع مخلوق على كوكب الأرض حيث وصلت سرعته إلى 400 كم/ساعة، ووصل سعره إلى 7 ملايين جنيه مصرى، مؤكدا على أن الأسعار تختلف من طائر لآخر وفقا لطبيعتها وسماتها والطفرة اللونية الخاصة بها وغيرها من العوامل، فيبدأ أسعار الطيور الجارحة من 10000 جنيه ويصل إلى 7 ملايين جنيه مصري، حيث سجل السعر الأخير لطائر شاهين وجد فى دولة ليبيا مؤخرا.
وعن طائر الشاهين قال، إنه أقوى وأسرع طائر فى العالم، حيث ينقض بسرعة كبيرة من الارتفاعات الشاهقة حتى يمسك بفريسته بشراسة، وقدرته الفائقة على المناورة جوا، ويعد أكثر الطيور الجارحة شيوعا فى العالم، ويفضل المساحات الواسعة المفتوحة ليتمكن من التحليق بسرعة كبيرة، ويستخدم فى صيد الحبارة والبط والأرانب، وتتفاوت أسعاره فى مصر من 5 آلاف جنيه إلى 25 ألف جنيه، ومنه ما يسمى بطائر الباز أو "زاهق الأرواح" لقوته فى الصيد وامتلاكه لذيل طويل يساعده فى المناورة السريعة واصطياد فريسته فى أقل من 10 ثوانى، مؤكدا على أن أنثى الطير الجارح أقوى وأجمل وأكبر حجما وهذا ما يجعلها أغلى سعرا من الذكر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة