تؤثر الكتابة على الأدباء، فهم فى فترات الإبداع يستعينون بطقوس مختلفة مثل الروائى الجزائرى الطاهر وطار الذى لم يكن يكتب فى منزله أبدًا، بل كان يركب مقطورة تلف به البلاد.
وأغلب الكتاب يعيشون ما يكتبون خصوصا الروائيين، فالحكاية تؤثر على صاحبها والحدوتة تستغرق عقله وكيانه فتلقى به فى غياهب الحزن أحيانًا وتجعله غير قادر على النوم أحيانا أخرى.
وما حدث للروائى جلال برجس الفائز مؤخرا بجائزة البوكر خير دليل على ذلك فجلال برجس كاد يفقد حياته بسبب روايته الأخيرة دفاتر الوراق التى حازت جائزة البوكر العربية، ففى واحدة من تجليات حالة تقمص تلبسته أثناء السير فى الشارع، لبطل روايته المصاب بالفصام، صدمته سيارة!
وقد قال برجس عن تلك الحادثة وفقا لتصريحات صحفية: "كنت أتقمص شخصية الرواية وأعيش بوعيها وهذه إحدى طرائقي في الكتابة؛ إذ كنت أعبر الشارع بوعي إبراهيم الوراق ذلك الرجل المصاب بفصام الشخصية هذا الأمر منعني من العبور الآمن للشارع فدهستني سيارة، هذه الحادثة فتحت لي أفقًا جديدًا في الرواية".
يقول جلال برجس عن كتابة الروايات عبر صفحته على موقع فيس بوك: "بعض الصفحات في الرواية أكتبها بإحساس من يخلع على مهل شوكة من تحت ظفره، وبعضها يرافقها شعور رجل يحظى بأول قبلة في حياته من امرأة تعقد صداقة مع الأنهار والعصافير، والشموس الربيعية".
وإلى الأديب العالمى جابرييل جارسيا ماركيز الذى رثى بطل إحدى رواياته فحين كان يكتب روايته "ليس لدى الكولونيل من يكاتبه" استوجبت الأحداث وفاة البطل قرب نهاية الرواية فما كان من الأديب الكولومبى الشهير الراحل إلا أن رثاه فقد اندفع ماركيز نحو زوجته باكيا وقال لها وهو يبكى من شدة التأثر "لقد قتلته!" وذلك وفقا لما ورد فى سيرته "عشت لأروى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة