وصلنا إلى سنة 104 هجرية، وكان يزيد بن عبد الملك لا يزال يحكم فى دمشق، خليفة للمسلمين، فما الذى حدث فى تلك السنة، وما الذى يقوله التراث الإسلامى؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير "ثم دخلت سنة أربع ومائة":
فيها قاتل سعيد بن عمرو الحرشى نائب خراسان أهل الصغد، وحاصر أهل خجندة، وقتل خلقا كثيرا، وأخذ أموالا جزيلةً، وأسر رقيقا كثيرا جدا، وكتب بذلك إلى يزيد بن عبد الملك، لأنه هو الذى ولاه.
وفى ربيع الأول منها عزل يزيد بن عبد الملك عن إمرة الحرمين عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس، وكان سببه أنه خطب فاطمة بنت الحسين فامتنعت من قبول ذلك، فألح عليها وتوعدها، فأرسلت إلى يزيد تشكوه إليه، فبعث إلى عبد الواحد بن عبد الله النضرى نائب الطائف فولاه المدينة، وأن يضرب عبد الرحمن بن الضحاك حتى يسمع صوته أمير المؤمنين وهو متكئ على فراشه بدمشق، وأن يأخذ منه أربعين ألف دينار.
فلما بلغ ذلك عبد الرحمن ركب إلى دمشق واستجار بمسلمة بن عبد الملك، فدخل على أخيه فقال: إن لى إليك حاجة، فقال: كل حاجة تقولها فهى لك إلا أن تكون ابن الضحاك، فقال: هو والله حاجتى، فقال: والله لا أقبلها ولا أعفو عنه، فرده إلى المدينة فتسلمه عبد الواحد، فضربه وأخذ ماله حتى تركه فى جبة صوف، فسأل الناس بالمدينة.
وكان قد باشر نيابة المدينة ثلاث سنين وأشهرا، وكان الزهرى قد أشار عليه برأى سديد وهو: أن يسأل العلماء إذا أشكل عليه أمر فلم يقبل، ولم يفعل، فأبغضه الناس وذمه الشعراء، ثم كان هذا آخر أمره.
وفيها عزل عمر بن هبيرة سعيد بن عمرو الحرشي، وذلك أنه كان يستخف بأمر ابن هبيرة، فلما عزله أحضره بين يديه وعاقبه وأخذ منه أموالا كثيرةً، وأمر بقتله ثم عفا عنه، وولى على خراسان مسلم بن سعيد بن أسلم بن زرعة الكلابي، فسار إليها فاستخلص أموالا كانت منكسرة فى أيام سعيد بن عمرو الحرشي.
وفى هذه السنة ولد السفاح وهو: أبو العباس، عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس، الملقب: بالسفاح، أول خلفاء بنى العباس، وقد بايع أباه فى الباطن جماعة من أهل العراق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة