صدر حديثا رواية "ظريف الطول" وهى ثانى رواية للكاتبة نورا سليمان، والتى استهلتها بقولها "هل سمعت يومًا عن سماء حزينة تبكى وطنًا خسر أبناءه؟.. أم أنك تحاشيت النظر لواقع مؤلم؟ والتى تعرض حالياً بمعرض الشارقة الدولى للكتاب بجناح عصير الكتب.
ومن أجواء الرواية:
"شياطين تغويك، تُطلى الأبيض بالأسود فتختل الموازين، ويذوب الحقُّ فى الباطل، لاعبُ خفّةٍ يتلاعب على وتر الغَفلةِ، سَحْقُ هُويةٍ، تدليسُ تاريخٍ، هدمُ عقائد، نزعُ جذورٍ، محو عقولٍ، يعتقدون أننا لا نعلم كيف تُدار اللعبة! لا نعرف كيف يُخبَّأُ عفن الخُدعة! الحمقى يعتقدون أننا سوف نترك لهم أندلس أخرى.
طريف الطول
وفى الرواية تساءلت نورا سليمان كثيراً هل يمكن أن أقرأ يوماً عملاً ما يعبر عن حياة الفلسطينيين اليومية بعيداً عن الأفكار المغلوطة حولنا هنا وهناك، بعيداً عما يُشاع حولنا بأنهم من باعوا أرضهم أو أنهم من فرطوا فيها، وتحاول الكاتبة نورا سليمان إظهار الوضع بصورته الواقعية، وقالت "نحن نحب الحياة إذا ما استطاعوا إليها سبيلاً، متعلمون ومثقفون ورجال أعمال وأصحاب مهن وحرف سُطِرت باسمهم منذ كنعان الأول وإلى يومنا، ليس سكان خيم أو بدو بلا مأوى، بل يسعون للتطور والتقدم فى كل ساعة من يومهم، ليس عشاقاً للقتل والدمار ولا يحملون السلاح طوال اليوم، بل يعشقون الحياة والأفراح ويقدسونها مثل مقدساتنا جميعاً".
ظريف الطول
تمر "نورا سليمان" عبر سطور "ظريف الطول" بين جبال فلسطين وسهولها، وتستنشق عبق حاضرها قبل تاريخها، تتعلم معها كيف يكون الجهاد والاستشهاد، وكيف تكون الحياة والاستمرارية والاصرار على البقاء، تشاهد فيها أبطال من لحم ودم حقيقيين جداً لدرجة أنك تفرح لفرحهم وتبكى وقت حزنهم، وتتعرف على معانى الرموز الفلسطينية "ظريف الطول، جفرا، مفتاح العودة، الطابو العثماني، شجرة الزيتون، الزعرور، الكوفية، الحجر وغيرها الكثير"، فهى رواية جمعت الجهاد بالحب، وأظهرت كيف يكون شبابنا أشداء فى وجه العدو، رحماء لأهليهم وأحبائهم، وأوضحت كيف تكون المرأة الفلسطينية مصنع الرجال، وكيف يكون الطفل الفلسطينى أمل التحرر والنصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة