اسمها يقترن دائما ببهجة العيد، وصوتها يستدعى مخزون الذكريات الجميلة الراسخة فى وجدان الملايين، للملابس الجديدة والخروجات البسيطة المبهجة، لفرحة الأعياد أيام الطفولة البريئة، للاستعراضات الجميلة التى تحمل مضمونا هادفا، شارك ملايين الآباء والأمهات فى تعليم أبنائهم وتربيتهم وهى تغنى بحماس وخفة، مستعرضة أشياءها البسيطة "بصوا وشوفوا حاجاتى إنما إيه فى السر".
تشعر بكل معانى البهجة حين تسمعها تعبر عن فرحة مصر، أو تغنى لسيناء، أو للأم وللكتب وحب القراءة، أو للفرحة بالإجازات، وحين تغنى فى احتفالات المولد النبوى بلسان حال الأطفال وفرحتهم بالحلوى والعرائس والسكر القراقيش، هكذا رسخت صفاء أبو السعود فى وجدان ملايين الأطفال وشاركت فى تربيتهم وفرحتهم وتعليمهم بالعديد من الاستعراضات والأوبريتات والأعمال الفنية والأغانى التى حفظها الكبار والصغار، بصوتها المبهج الذى يحمل نغمات الفرحة والتفاؤل.
لم تتميز الفنانة متعددة المواهب التى تحتفل بعيد ميلادها اليوم الموافق 9 أكتوبر والتى تخرجت في الكونسرفتوار، ثم حصلت على دبلوم معهد السينما قسم إخراج بموهبة الغناء والاستعراض والقدرة على النفاذ لقلوب وعقول الصغار، ولكنها استطاعت عبر تاريخها الثرى أن تثبت جدارتها كممثلة ومذيعة وإعلامية متميزة.
من ينسى أدوارها التى شاركت فيها عمالقة الفن فى السينما والمسرح والتفزيون، عشرات الأفلام منذ بدأت مشوارها فى منتصف الستينات بفيلم "هى والرجال" مروراً بعدد كبير من الأفلام منها عماشة فى الأدغال، ورضا بوند والبنات والحب، وبمبة كشر، وملوك الضحك والبحث عن المتاعب، وغيرها، وعدد من المسرحيات كان أشهرها موسيقى فى الحى الشرقى، التى وقفت فيها أمام وحوش الكوميديا سمير غانم وجورج سيدهم، وعدد من روائع المسلسلات التى برزت فيها موهبتها الفنية بشكل كبير وبلغت فيها ذروة النضج الفنى، منها: برج الحظ وباب زويلة، ولسه بحلم بيوم، وغوايش وهى والمستحيل ومسلسل الأطفال زهور من نور، وعدد من أهم الأعمال الدينية ومنها: محمد رسول الله، ولا إله إلا الله والأزهر الشريف.
لم تكتف النجمة التى أصبحت أيقونة وملكة مسرح الأطفال، والتى بدأت مشوارها الفنى فى برنامج بابا شارو بالإذاعة وهى طفلة وعرفت بالتزامها الشديد الذى ورثته عن والدها ضابط الشرطة، بموهبة التمثيل والغناء والاستعراض، ولكن أبدعت حين قدمت عددا من البرامج الهامة التى حاورت خلالها عمالقة الفن، ومنها برامج ساعة صفا، وسهراية، وأوراق سينمائية، فحين تشاهد أى من هذه الحوارات تلاحظ كيف أدارتها صفاء أبو السعود برقى وإبداع وهدوء وبساطة، واستطاعت أن تستخلص خلالها العديد من المعلومات عن هؤلاء النجوم وتغوص فى حياتهم وأسرارهم، وأصبحت هذه الحوارات تراثاً فنياً مهماً عن عمالقة الفن.
ورغم كل هذه المواهب غابت الفنانة الجميلة صفاء أبو السعود عن جمهورها لفترة طويلة حتى عادت مؤخراً لتفاجئ جمهورها ومحبيها بالمشاركة فى احتفالية مهرجان إبداع التاسع الذى أقامته وزارة الشباب والرياضة، لتقدم عدداً من استعراضاتها الشهيرة التى قدمتها فى الثمانينات والتسعينات، منها العيد فرحة ويا اصحابى وصحباتى، وغيرها، بعد غيابها عن الاستعراض لما يقرب من 25 عاما.
وقفت صفاء أبو السعود على المسرح وكأنها لم تغب، عادت بكامل لياقتها وجمالها وخفتها لتؤكد أنها ما زالت قادرة على العطاء، تحمل داخلها طاقات لم تُستغل بعد.
وفى عيد ميلاد النجمة الكبيرة متعددة المواهب وصاحبة التاريخ الثرى والرصيد الراسخ فى قلوب ووجدان الملايين نتساءل "هل تعود صفاء أبو السعود لتفيض على جمهورها مزيداً من البهجة والإبداع؟".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة