"متحف الكاريكاتير" بقرية تونس الذى أنشأه الفنان المصرى الشهير محمد عبلة وجمع فيه لوحات نادرة لصاروخان ورخا وغيرهم أصبح بيت الفن والإبداع بالقرية يذهب إليه كل المهتمين بالفنون خاصة الرسم من كل أنحاء العالم، بالإضافة إلى الباحثين المهتمين بهذا المجال يقيمون فى بيت الإبداع الذى لا يغلق بابه أبدا طوال أيام العام ويقابلهم إبراهيم عبلة المدير المسؤول بالمتحف.
قال إبراهيم عبلة، مدير مركز الفيوم للفنون أو متحف الكاريكاتير كما يطلق عليه أبناء قرية تونس، إن مركز الفيوم للفنون أنشأه والده محمد عبلة عام 2006 وأهم أنشطة المركز متحف الكاريكاتير الذى تم افتتاحه عام 2009 والذى يضم حوالى 500 عمل أصلى لأشهر فنانين الكاريكاتير، مثل سانتيز ورخا وزهدى العدوى وصلاح جاهين والبهجورى، مؤكدا أن المتحف به مجموعة نادرة وقيمة لأهم فنانين الكاريكاتير.
ولفت مدير المتحف، إلى أنهم حريصون على أنهم ينظمون على الأقل مرة فى العام نشاط خاص بالكاريكاتير مثل المسابقة السنوية التى يتم تنظيمها باسم "كاريكاتونس" وهى مسابقة سنوية للكاريكاتير والبورترية الساخر، وكل عام نختار موضوع محدد يعمل عليه المشاركين ويكون هناك معرض وكاتالوج باقين الأعمال، وهو يوم يتجمع فيه كل المحبين والمتهمين بفن الكاريكاتير.
وأشار عبلة، إلى أنه تم افتتاح قسم جديد للكاريكاتير العربى وأنه رغم أن اهتمامهم فى المتحف أصبح كبيرا بالكاريكاتير المصرى، ولكن هذا القسم وتخصيصه للكاريكاتير العربى سيدعم حركة السياحة فى تونس ومن أهم الرسامين بالقسم ناجى العلي.
وأكد إبراهيم، أن المتحف به رسوم كاريكاتير لحقى زمنية مختلفة وتعتمد بانوراما العرض فى المتحف على هذا الأساس، حيث أن اللوحات تبدأ من العشرينات مرورا بالثلاثينات والاربعينات واللوحات تعرض أهم الأحداث فيمكنك من خلال مشاهدة أحد الجدران أن تشعر أن وسط أحداث ثورة 1919 وكذلك اللوحات التى تخص دستور 1923 وحركة الضباط الأحرار والثروة وفترة عبد الناصر.
ولفت عبلة، إلى أن الكاريكاتير هو كتاب تاريخ مفتوح تستطيع من خلاله أن ترى ماذا كان يلبس الناس فى هذه الفترة الزمنية، وطريقة الحديث والموضوعات التى تشغلهم سواء على المستوى السياسى أو الاجتماعى، وكنا حريصين أن كل الفنانين المصريين المهمين يكن لهم لوحات بالمتحف، وحصلنا على أعمال أصلية نادرة للفنان رخا الذى يلقى بابو الكاريكاتير المصرى وكل عام نكون حريصين على زيادة عدد اللوحات وتغيير شكل العرض حتى يشعر الزائرين دائما بوجود تغيير كل عام عما قبله.
وقال إبراهيم عبلة، إن المتحف عندما تم افتتاحه كان الأول من نوعه فى إفريقيا والشرق الأوسط، مشيرا إلى أن والده محمد عبلة فنان تشكيلى وليس رسام كاريكاتير، ولكنه يشعر بالقيمة التاريخية لفن الكاريكاتير ومنذ أكثر من 40 عام وهو يقتنى أعمال رسامى الكاريكاتير وفى 2009 قرر إقامة المتحف لكثرة عدد اللوحات وأهميتها وشعوره أن الأجيال الجديدة لابد أن تعرف تاريخ مصر الثقافى والفنى، واخترنا قرية تونس لأن السياحة بها ليست تقليدية فالسائحين هنا لا يأتون للقرية من أجل البحر أو الآثار، ولكن لديهم وعى ثقافى وتذوق فنى فقررنا إشباع هذه الرغبة لدى زوار قرية تونس بإقامة المتحف.
وعن الأنشطة الفنية بمركز الفنون للفنون أوضح إبراهيم عبلة، أنهم ينظمون ما يسمى بالأكاديمية الشتوية تكون على مدار 6 أسابيع فى السنة تبدأ من شهر فبراير ونستضيف مدرسين وطلبة من جنسيات مختلفة يقضون 6 أسابيع كاملة تكون كلها تبادل ثقافات وبها ورش مختلفة ومن خلال هذه الأكاديمية يتعرف الأجانب على الحياة الثقافية والفنية فى مصر بشكل مكثف وكذلك يتعرف الشباب المصرى المشارك فى الأكاديمية على الأجانب وثقافتهم، مؤكدا أن هذه الأكاديمية اهتم بالفنون الجميلة مثل الرسم والطباعة والنحت والتصوير الفوتوغرافي.
وعن مبنى المتحف المميز والمناسب للطبيعية البيئية بقرية تونس قال إبراهيم عبلة، إن المبنى من تصميم المهندس عادل فهمى واعتمد على طراز القباب وغرفة العرض الكبيرة قطرها أكبر من 6 أمتار وتم استخدام الخامات الطبيعية والتقليل من استخدام الأسمنت.
وعن بانوراما العرض بالمتحف أكد إبراهيم عبلة، أن المتحف فى آخر تنظيم للعرض اعتمد على التسلل التاريخى و القاعة الأولى تعتمد على التعريف المجمل بشكل الكاريكاتير المصرى والعرض الأول للفنان زهدى العدوى والمتحف كامل إهداء للفنان الراحل زهدى العدوى الذى كان حلم حياته إنشاء متحف الكاريكاتير ولكن توفى وكان صديقا للفنان محمد عبلة فأنشأ محمد عبلة المتحف وأهداه إلى روحه وباقى الغرض بالمتحف بشكل تاريخى بدءا من سانتيس وصاروخان ورخا وعلى رضا وصلاح جاهين والمتحف به 6 قاعات و500 عمل أصلى للكاريكاتير، مشيرا إلى أنه يحبون عرض الأعمال الأصلية بإمضاء الفنانين وليست لديهم رغبة فى عرض النسخ الديجيتال مثلما يحدث فى متاحف أخرى، مؤكدا انك عندما تقف إلى عمل أصلى للفنان أشعر بقيمته.
ولفت عبلة إلى أن زوار المتحف مثيرين للدهشة، فهناك من تشعر انهم غير مهتمين بهذا النوع من الفن يقفون أمام اللوحات وأرى فى أعينهم السعادة مثل طلاب المدارس، بالإضافة إلى الأجانب الذين يقفون أمام اللوحات المكتوبة بالعربى لا يفهمون الكلمات لكنهم يشعرون بقيمة الرسمة بالإضافة إلى الأجداد الذين يصطحبون أحفادهم لزيارة المتحف.
وأكد أن هناك باحثين لرسائل الدكتوراه والماجستير من مختلف دول العالم يزورون المتحف ويقيمون لفترة طويلة من بينهم باحثة دكتوراه ألمانية زارت المتحف وأقامت به لمدة سنة قامت بعمل مسح كامل وأرشفة لكل اللوحات بالمركز، وأن متاحف فى سويسرا ومختلف دول العالم ترسل فنانين خاصين بهم للتعرف على فن الكاريكاتير المصرى من خلال المتحف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة