الكلام عن محمد صلاح الآن هنا في مصر، أمر غاية في الصعوبة، كيف نتحدث عن رجل يسبقنا بخطوات كبيرة ونجد البعض يقلل من إنجازاته بحجة عدم تقديم نفس أداء ليفربول مع المنتخب الوطني وكأن صلاح يحضر إلى مصر للنزهة وليس لأداء دوره المكلف به من جانب الجهاز الفني لخدمة الفريق.
محمد صلاح المتهم من البعض وليس الكل، بعدم التألق مع المنتخب هو واحد من أهم لاعبيه في آخر 10 سنوات بالأداء داخل الملعب وليس اعتمادا على شهرته ومكانته المرموقة في أوروبا، ولكن يبدو أن البعض يقيم بطريقة مختلفة، لا أعرف معاييرها ولكن لنتحدث بالمعايير المنطقية التي يمكن من خلالها تقييم الأسطورة الحية مع الفراعنة حتى الآن.
في البداية علينا أن نعترف أن كرة القدم بالأساس لعبة جماعية، ولو أحضرت لاعبًا فذًا مع فريق ضعيف أو متوسط فمن المستبعد أن ترى نتائج جبارة لهذا الفريق، ولنا في ذلك أمثلة كثيرة لعل أبرزها ريان جيجز أسطورة مانشستر يونايتد وأحد أهم أساطيره عبر التاريخ، لا يمتلك أي إنجازات دولية مع منتخب ويلز المتواضع وحتى على المستوى الفردي مع منتخب بلاده لم يسجل سوى 12 هدف في 4 مباراة دولية.
نعود إلى صلاح مرة أخرى، ونتذكر ظروف ظهوره الدولي الأول عندما خاض أول مباراة مع الفراعنة في 2011 ولم يتأهل وقتها المنتخب إلى أمم أفريقيا 2012 رغم تتويجه باللقب في النسخ الثلاث السابقة، وبدأ ظهور صلاح الأوروبي تزامنا مع فترة إحلال صعبة على الفراعنة شهدت نهاية الجيل الذهبي بخسارة تاريخية بسداسية أمام غانا في تصفيات كأس العالم 2014، وسط تراجع كبير للمنتخب وغياب عن كأس الأمم في 2012 و2013 و2015.
وبعدها يبدأ المنتخب تصفيات أمم أفريقيا 2017 بانتصارين على تنزانيا وتشاد وصلاح يسجل، وننجو من الخسارة في الثالثة أمام نيجيريا خارج ملعبنا لكن المباراة تنتهي بالتعادل 1-1، وصلاح يسجل أيضًا، وفي المباراة الأخيرة يفوز الفراعنة على تنزانيا بهدفي صلاح أيضًا ليعود الفراعنة إلى البطولة بعد الغياب لمدة 7 سنوات متتالية.
وفي الظهور الأول بأمم أفريقيا 2017 سجل هدف الفوز أمام غانا ليضمن تأهل الفراعنة إلى الدور الثاني في أول مشاركة للمنتخب بعد غياب ويقود الفريق للمباراة النهائية قبل الخسارة أمام الكاميرون.
وفي تصفيات كأس العالم 2018 سجل منتخب مصر 8 أهداف في التصفيات منها 5 من توقيع محمد صلاح، ليساهم في عودة الفراعنة إلى البطولة لأول مرة منذ عام 1990، وفي روسيا سجل هدفين رغم عدم جاهزيته 100% بسبب الإصابة التي تعرض لها في نهائي دوري أبطال أوروبا قبل البطولة بأقل من شهر، ولكنه سجل هدفين وتصدر قائمة هدافي مصر عبر التاريخ في المونديال بهدفين مناصفة مع عبدالرحمن فوزي.
نحن الآن أمام لاعب قاد منتخب بلاده للعودة إلى أمم أفريقيا بعد غياب 7 سنوات، وإلى كأس العالم بعد غياب 28 عامًا، وتصدر ترتيب هدافي المنتخب عبر التاريخ في تصفيات أمم أفريقيا، وترتيب هدافي الفراعنة في المونديال، ونجد البعض يشكك في جودته مع الفراعنة!
استقيموا يرحمكم الله
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة