ارتياح بالداخل وترحيب من الخارج حازت عليها حكومة تونس المشكلة من 25 وزيرا عقب انطلاق قطار عملها أمس بأدائها اليمني الدستورية برئاسة نجلاء بودن، كأول امرأة تقود حكومة فى بلدان الوطن العربى ، بعد أن كلفها الرئيس التونسي بالمهمة فى سبتمبر الماضى ، وبعد مرور أكثر من شهرين على "الإجراءات الاستثنائية" للرئيس سعيد، فيما يُنتظر من الحكومة الكثير من المهام العاجلة، فى مقدمتها الاقتصاد والقضاءعلى الفساد.
ولأول مرة في تاريخ البلاد، أوكلت امرأة هي الأستاذة الجامعية المتخصصة في الجيولوجيا وغير المعروفة في الأوساط السياسية نجلاء بودن مهمة رئاسة الحكومة.
أحزاب وكيانات ترحب بالحكومة
فى الداخل التونسى لاقى التشكيل الحكومى ترحيبا واسعا عقب أدائها اليمنين، فمن جانبه رحب الاتحاد العام للشغل في تونس بإعلان حكومة جديدة ودعا إلى حوار تشاركي وقال الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري إن "هناك عديد التحديات المطروحة على المدى القصير على الحكومة الجديدة التي تقودها نجلاء بودن، موضحا أن من أبرز هذه التحديات إعادة التوازن للمالية العمومية في ظل ارتفاع عجز الموازنة ووجود حاجة ماسة لتعبئة موارد مالية جديدة".
حكومة تونس
ومن جانبه أجرى الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل نور الدين الطبوبي اتصالا هاتفيا مع بودن، عبر خلاله عن ثقته وتطلعاته من الحكومة الجديدة.
وعبر عدد من الأحزاب عن ترحيبه بالحكومة الجديدة، حيث اعتبر حزب التحالف من أجل تونس، أن الحكومة جاءت لتؤكد القطع مع كل التقاليد المعهودة في التسميات والتعيينات التي كانت خاضعة للولاءات الضيقة ولبعض القوى السياسية والعائلية واللوبيات المهيمنة على مفاصل الاقتصاد والمال»، وجدد الحزب مساندته لكل قرارات رئيس الدولة، معلنا عن دعمه لحكومة نجلاء بودنّ التي يُنتظر منها تسريع البت في كل ملفّات الفساد الإداري والمالي والسياسي، وضمان محاكمة عادلة لكل الذين أجرموا في حق البلاد والشعب، وتحقيق إنجازات سريعة في الملفين الاقتصادي والاجتماعي خاصة.
كما ثمن الحزب التمثيل الواسع للمرأة في المناصب الحكومية، في سابقة إيجابية تجسدت لأول مرة في تاريخ تسيير الشأن العام في تونس والعالم العربي.
ومن جانبه جدد الرئيس التونسى تأكيده على محاربة الفاسدين والمضيّ في إصلاح مؤسسات الدولة وعلى رأسها مرفق القضاء، والشروع في إصلاح شامل لمسار الثورة بما يكرس سيادة القرار الوطني المستمدّ من سيادة وإرادة الشعب.
ردود فعل عربية ومصر تدعم
وعلى الصعيد الخارجى، أبدى عددمن الدول ترحيبها بتشكيل الحكومة التونسية برئاسة نجلاء بودن ، فى مقدمة تلك الدول مصر التى أكدت عبر وزارة خارجيتها أنها ترحب بتشكيل الحكومة مثمنة الجهود الوطنية المخلصة التى تقوم بها تونس من أجل الاستجابة لتطلعات شعبها نحو النماء والازدهار.
أكدت في بيانها مواصلة دعمها لجهود القيادة التونسية في مساعيها نحو ترسيخ ركائز الاستقرار في تونس، وتحقيق التنمية والتقدم، بما يضمن مقدرات شعبها ويحفظ المؤسسات الوطنية لتونس.
كذلك أعربت الخارجية عن ثقتها في قدرة الحكومة التونسية الجديدة على مواجهة كل التحديات المختلفة، في إطار التكاتف الشعبي وتحت قيادة الرئيس التونسي، قيس سعيد.
وأعربت الخارجية عن تطلعها إلى العمل مع الحكومة التونسية الجديدة على الارتقاء بأطر التعاون الثنائي المتميزة بين مصر وتونس، وتعزيز آليات التشاور بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك في إطار العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين.
دول تؤازر تونس
ومن جانب آخر أكدت البحرين دعم المملكة لتونس للخروج من أزمتها، وأكدت وزارة الخارجية البحرينية، في بيان، دعم المملكة لجهود تونس المبذولة من أجل تحقيق آمال وتطلعات الشعب التونسي الشقيق في الاستقرار والتنمية والعيش الكريم، متمنية للتونس دوام التقدم والازدهار.
فيما أعربت وزارة الخارجية السعودية عن ترحيب المملكة بتشكيل الحكومة التونسية، وعن أملها في أن تحقق هذه الحكومة تطلعات الشعب التونسي الشقيق في كل ما يحقق له الرفاه والتقدم، بحسب وكالة الأنباء السعودية، كما أكدت المملكة حرصها على كل ما من شأنه تحقيق دعائم الاستقرار والتنمية في الجمهورية التونسية.
فيما أكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي لدولة الإمارات ثقتها بقدرة الشعب التونسي الشقيق على تجاوز المرحلة الراهنة في ظل قيادة الرئيس قيس سعيّد. وأشارت الوزارة إلى حرص الإمارات على تعميق وتوسيع آفاق التعاون مع تونس ودفعها إلى الأمام في المجالات كافة، تدعيماً لأواصر العلاقات الوطيدة التي تربط بلدينا وشعبينا الشقيقين.
تحديات على طاولة الحكومة
وبالنسبة للتحديات التى تنتظر الحكومة الجديدة لخصتها رئيسة الوزراء فى كلمتها حيث أكدت أن أولوياتِ حكومتها هي القضاء على الفساد واستعادةُ ثقة المواطن في العمل الحكومي بتطبيق القانون دون تمييز وتحسينُ سبل معيشة المواطنين، كما أكدت بودن سعي حكومتها لحل أزمات الاقتصاد واستعادة ثقة المجتمع الدولي وفتح الأفق للاستثمار.
وكان وباء كورونا قد حمل تونس أعباء إضافية ، تزامنت مع حالة عدم الاستقرار السياسى التى مرت بها البلاد لفترة ، إضافى إلى أن هناك أزمة تواجه موزانة العام الجديد .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة