حالة من الارتباك تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية بعد تلقى أنظمة المراقبة الجوية في ولاية نيويورك اختراق عبر رسالة صوتية قالت: "نحن نطير إلى مبني الكابيتول الأربعاء.. سننتقم لسليمانى"، فى إشارة إلى مقتل قاسم سليمانى قائد الحرس الثورى الإيرانى الذى حلت ذكرى اغتياله الأولى قبل أيام.
وتم بث رسالة تهدد بتوجيه طائرة إلى مبنى الكابيتول للانتقام لمقتل الجنرال الإيرانى عبر ترددات مراقبة الحركة الجوية، وبدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي وإدارة الطيران الفيدرالية تحقيقاتهم فى الرسالة التى سمعها العديد من مراقبي الحركة الجوية في نيويورك ، وفقًا لشبكة سى بى إس.
وجاء التهديد بعد عام تقريبًا من مقتل سليمانى، الذى قتل في غارة أمريكية أمر بها الرئيس دونالد ترامب، ولم يتضح بعد من أرسل الرسالة ولا يُعتقد أن التهديد غير موثوق به، وفقًا لتقارير شبكة سي بي إس، لكن تم إطلاع البنتاجون والوكالات الرسمية الأخرى يوم الثلاثاء ويجري التحقيق فيه باعتباره خرقًا لترددات الطيران وهو جريمة، حيث إن أى خرق يثير القلق لأنه يمكن استخدامه للتدخل فى الرسائل التى يتلقاها الطيارون حول كيف وأين يطيرون بطائراتهم.
وتذكر شبكة سى بى إس، أنه تم إخبار مراقبي الحركة الجوية اليوم بالإبلاغ عن أى نشاط غير عادى قد يشير إلى أن الطائرة تنحرف عن مسار الرحلة الذى تم إعطاؤه لهم، وقال مكتب التحقيقات الفيدرالى إنه ليس لديه تعليق على التحقيق لكنه يأخذ جميع التهديدات بالعنف على السلامة العامة على محمل الجد.
وأضافت إدارة الطيران الفيدرالية، أنها "تعمل عن كثب مع جهات إنفاذ القانون الفيدرالية وشركاء الأمن القومي بشأن أي تهديدات أمنية تم الإبلاغ عنها قد تؤثر على سلامة الطيران".
وكان سليمانى يعتبر مهندس السياسة الخارجية الإيرانية فى الشرق الأوسط، وكان يحظى بالاحترام في إيران وتعهد المسؤولون في السابق بالانتقام لموته.
وقُتل سليماني بصاروخ أطلقته طائرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية مع القائد العراقي أبو مهدي المهندس أثناء خروج موكبهم من مطار بغداد في 3 يناير 2020، وجاء مقتل ثاني أقوى رجل في إيران في ذروة التوترات في المنطقة، مع العديد من الهجمات على الأفراد الأمريكيين والسفارة في العاصمة العراقية، فضلاً عن إسقاط طائرة أمريكية بدون طيار فوق الخليج العربي. وضبط ناقلات النفط.
فى يونيو 2020 ، أصدر المدعي العام في طهران مذكرة توقيف بحق الرئيس دونالد ترامب وعشرات المسؤولين الآخرين في واشنطن، قائلاً إنهم مسؤولون عن "القتل والإرهاب"، وأصدر المسؤولون الإيرانيون مذكرة توقيف ثانية امس ضد ترامب بسبب إعطائه الأمر المباشر بإرسال الطائرة التي تسببت في مقتل سليمانى، وكان ترامب إلى جانب 47 مسؤولًا أمريكيًا آخر موضوع طلب "إخطار أحمر" من الإنتربول لتورطهم في غارة الطائرات بدون طيار في بغداد العام الماضي ورفض الإنتربول، ومقره ليون بفرنسا، هذا الطلب على أساس أنه لا يتدخل في أنشطة ذات طابع سياسي أو عسكري أو ديني أو عرقي.
ووفقا لصحيفة دايلي ميل، قال المتحدث باسم القضاء الإيراني غلام حسين إسماعيلي للصحفيين، إن جمهورية إيران تتابع بجدية شديدة ملاحقة ومعاقبة الذين أمروا بهذه الجريمة ونفذوها.
ووفقا للتقرير، فرض ترامب أيضًا عقوبات جديدة على إيران فى إطار سعيه لحرمان البلاد من الأموال مع اقتراب انتهاء فترة رئاسته، حيث تعد إيران عدوًا أمريكيًا منذ عقود، وكانت هدفًا للوم في كثير من حالات عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
وأصبح التوتر بين البلدين أكثر تعقيدًا في الأسابيع الأخيرة بفضل التحركات الاستفزازية من قبل إيران والإجراءات غير المتماسكة من قبل إدارة ترامب المنتهية ولايته، في الأسبوع الماضي وحده، أرسل فريق ترامب قاذفات B-52 إلى الخليج ردًا على التخطيط الإيراني المزعوم للهجوم وألغى أمرًا بإعادة حاملة الطائرات الأمريكية نيميتز، حاملة الطائرات الأمريكية الوحيدة في المنطقة.
ويوم الإثنين أعلنت إيران أنها استأنفت تخصيب اليورانيوم فى انتهاك للاتفاق النووى لعام 2015 واحتجزت أيضًا ناقلة نفط ترفع علم كوريا الجنوبية وطاقمها، وقالت إن السفينة احتجزت بسبب "الانتهاك المتكرر لقوانين البيئة البحرية''، لكنها تأتى وسط مطالب إيرانية لكوريا الجنوبية بالإفراج عن أصول بقيمة 7 مليارات دولار تم تجميدها بسبب العقوبات الأمريكية، ووصفت الولايات المتحدة ليلة الإثنين عملية الاستيلاء على أنها "جزء من محاولة واضحة لابتزاز المجتمع الدولي" وانضمت إلى مطالبة كوريا الجنوبية بالإفراج عن الناقلة.
يأتى ذلك قبل أسبوعين فقط من تنصيب جو بايدن، ويهدد بعرقلة أو على الأقل تأخير آمال الرئيس المنتخب في إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران، الذى انسحب منه ترامب في عام 2018، حيث تأمل إيران أن يخفف بايدن العقوبات المفروضة بعد توليه منصبه في 20 يناير ، لكن هناك مخاوف من أن التوترات قد تستمر في التصاعد قبل ذلك الحين.
وحذر فيبين نارانج ، الخبير في الاستراتيجية النووية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، من أن ترامب يرسل إشارات عن "فوضى تامة"، وقال نارانج: "لو كنتُ إيران الآن ، كنت سأفكر فى الواقع أنه من المحتمل أن يكون ترامب مرتبكًا وغاضبًا للغاية بشأن الانتخابات لدرجة أنه قد يبالغ فى رد فعله تجاه أى استفزاز ".
وكان ترامب قد حذر من أنه سيحاسب إيران على مقتل أى أميركي بالسفارة الأمريكية في العراق، لكن الذكرى السنوية يوم الأحد لضربة سليماني بالطائرة بدون طيار مرت دون عنف، على الرغم من المظاهرات الغاضبة ودعوات طهران للانتقام.
وجاء مقتل ثاني أقوى رجل في إيران في ذروة التوترات في المنطقة، مع العديد من الهجمات على الأفراد الأمريكيين والسفارة فى العاصمة العراقية، فضلاً عن إسقاط طائرة أمريكية بدون طيار فوق الخليج العربى، وضبط ناقلات النفط
وطالبت كوريا الجنوبية بالإفراج عن ناقلة النفط Hankuk Chemi وطاقمها البالغ عددهم 20، الذين تم أسرهم يوم الإثنين بالقرب من مضيق هرمز، وردت إيران إن السفينة احتجزت بسبب "الانتهاك المتكرر لقوانين البيئة البحرية''، لكنها تأتي وسط مطالب إيرانية لكوريا الجنوبية بالإفراج عن أصول بقيمة 7 مليارات دولار تم تجميدها بسبب العقوبات الأمريكية.
وقال الحرس الثورى الإيرانى، إن السفينة التى تحمل 7200 طن من المنتجات الكيماوية كان يقودها طاقم من كوريا الجنوبية وإندونيسيا وفيتنام وميانمار، ولم يحدد الحرس مكان احتجاز الناقلة لكنه قال إنه تم نقلها إلى ميناء بندر عباس في هرمزجان مع "إحالة القضية إلى السلطات القضائية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة