يعيش أهالى قرية أزوالين بالشرقية حالة من الحزن الشديد على رحيل عروس الجنة "نرمين" ابنة الثانية والعشرين ربيعا، متأثرة بإصابتها بحروق بجميع أنحاء الجسد، وشارك المئات من أهالى القرية فى تشييع جثمانها إلى مثواها الأخير فى مشهد أبكى قلوب الجميع على رحيل العروس الشابة التى كانت تحلم بتكوين أسرة سعيدة.
"حظها شوية كل حاجة".. قالها "أحمد على إبراهيم" عم المجنى عليها: "بنت أخويا كانت طيبة وعلى الفطرة ومسالمة للغاية وتحملت الكثير مع زوجها وأسرته من أجل المعيشة وتكوين أسرة، وباعترف أننا كلنا قصرنا فى حقها لما زوجناها لإنسان اتضح فيما بعد أنه منزوع من قلبه الرحمة.
وبدموع شديدة وما أصعبها دموع الرجال الصادقة، استرجع عم المجنى عليها، آخر كلماتها معه فى المستشفى قبل وفاتها بيوم واحد قائلة له: "عايزة حقى يا عمى أنا اتظلمت مع الناس دى إشارة منها لزوجها ووالده المتهمين بحرقها".
واستطرد قائلا: المجنى عليها قبل يوم من وفاتها اعترفت لنا بالحقيقة ونشهد الله لم يتم إجبارها على قول شىء، وفى بداية الواقعة لم تعترف لنا على زوجها خوفا من طلاقها ورغبتها فى المعيشة، لكن إهماله لها فى المستشفى وعدم زيارته لها بعد تأكده أنها نفت اتهامه فى محضر الشرطة وأمام محقق النيابة العامة.
وأردف: زوجها منزوع من قلبه الرحمة، طلبت منه يأتى لقضاء يوم بجوار زوجته فى مستشفى ههيا للحروق لرفع معنوياتها وعلى أمل تلتئم جروحها سريعا بمشاهدته لكونها كانت تحبه، لكنه رد على بكل جحود قائلا: ولا ساعة ولا دقيقة ورايا مصالح ورعاية المواشى، فقاطعه خال المجنى عليها طالباً منه يظل بجوار زوجته على أن يتطوع هو برعاية مصالحه ورعاية المواشى، لكنه رفض الحضور إليها، مما أثر فى نفسية المجنى عليها وتوفيت بحسرتها وقبل وفاتها بساعات اعترفت لنا بالحقيقة كاملة وتم توثيق ذلك صوت وصورى بحضور أمين شرطة بالمستشفى.
وأوضح عم المجنى عليها السبب الذى توفيت من أجله نجلة شقيقه، وهو تأخرها فى تحضير كوب الشاي لزوجها ووالده، متابعا: "نرمين" عادتها تستيقظ مبكرا تجهز وجبة الإفطار لزوجها ووالده لعدم وجود نساء بالمنزل غيرها وسبق وقام والد زوجها بطرد زوجته قبل الحادث بأشهر، وبعد وضع الإفطار أمامهما وضعت الشاى على النار وقالت لزوجها: "خد بالك من الشاى يا محمد" وتوجهت إلى حظيرة المواشى لوضع الطعام للمواشى، وأثناء ذلك فوجئت بزوجها يتعدى عليها بالسب بألفاظ خادشة داخل الحظيرة لتأخرها فى إحضار الشاى له، فحاولت الاستغاثة بحماها وقالت له: "انجدنى حسبى الله ونعم الوكيل ابنك هيموتنى، فقال له: اقتلها ياولا"، وقاما سويا بالتعدى عليها وإشعال النيران بها، وبعد خروجها للشارع تستغيث حاولا سويا إيهام الجيران أنها من قامت بإشعال النيران فى نفسها، وقاما بنقلها إلى مستشفى الحسينية المركزى ومنه تم تحويلها إلى مستشفى ههيا للحروق، وفى الطريق نبه عليها زوجها فى حال اتهامه وأبيه سوف يقوم بتطلقيها فخافت منه على أمل أن تشفى وتعود له.
وكان اللواء إبراهيم عبد الغفار، مدير أمن الشرقية، قد تلقى إخطارا من اللواء عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية، بتاريخ 10 يناير يفيد ببلاغ لمركز شرطة الحسينية بإشارة من مستشفى ههيا للحروق بوصول" نرمين م ع إ" 22 سنة ربة منزل مقيمة بندر الحسينية، مصابة بحروق بجميع أنحاء الجسد بنسبة 80%، واتهم والدها زوجها "محمد م ع إ ف" عامل ووالده بالتسبب فى إصابتها، وتحرر عن الواقعة المحضر رقم 144 لسنة 2021.
وقرر عبد الله البنا، وكيل النيابة العام بالحسينية، طلب تحريات المباحث حول الواقعة، وضبط الزوج ووالده المشكو فى حقهما، وتم عرضهما على النيابة العامة التى قررت حجزهما على ذمة تحريات ضباط المباحث، ثم قررت النيابة إخلاء سبيلهما على ذمة التحقيقات، وبعد 7 أيام من تواجد الزوجة بالمستشفى توفيت متأثرة بإصابتها وقررت النيابة العامة، برئاسة محمد جاد، رئيس النيابة، وبإشراف المستشار حلمى عطا الله، المحامى العام لنيابات شمال الشرقية، انتداب الطب الشرعي لمعاينة الجثة وتشريحها لبيان سبب الوفاة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة