صدر حديثًا عن دار كليوباترا للنشر والتوزيع رواية جديدة بعنوان "عودة الملعون.. ليلة فى قبر الشيطان"، للدكتور على سيد بيومى، ومن أجواء الرواية: تجولنا بين حوارى وأزقة "السيدة" فى نشوة غامرة ما بين الشوادر المنتشرة والمنشدين والباعة والألوان المبهرة للمتصوفة المنتشرين فى الأرجاء بأرديتهم الخضراء وملابسهم التقليدية التى لطالما ارتدوها لقرون.
عودة الملعون
كما جاء فى الرواية : وعندما أنهكنا التعب قررنا اللجوء إلى أحد المقاهى القديمة، "مقهى السلطان" المفضل لدينا، ولا أحد فينا يعرف لماذا هو مفضل، فهو عتيق جدًا، يخلو من مظاهر الفخامة والمشروبات العصرية التى توفرها أغلب المقاهى الحديثة، ربما كان طرازه العتيق وقدم حواطه العالية التى لم يزل بها بعض النقوش والرسومات البالية من عصر افتتاحه، يقال أنه سمى بهذا الاسم نسبة للسلطان "حسين كامل" بعد أن سلطنه الإنجليز نكاية فى العثمانين، وصلنا المقهى وجلسنا لنيل بعض الراحة ولم نكد نستقر على مقاعدنا حتى أتانا "عم صفوت" متهللًا: - مرحبًا، يا أهلًا يا بكوات، لقد طال غيابكم هذه المرة، رد "أيمن" فى بشاشة: - يا مرحب يا عم "صفوت"، أنت تعلم لا يبعدنا عن المقهى إلا العمل ومشاغل الحياة، ولكننا نغيب نغيب ونعود إليك؛ فمن يشرب من حِلبة السلطان لابد أن يعود.
" وضحكنا جميعًا فى تلقائية، طلبت قهوتى المعتادة أنا و"أيمن"، أما "عاصم" فقد طلب الشاى بالنعناع الذى يحبه، تبادلنا الأحاديث والنكات، فى جو دافىء نسبيًا بفضل الازدحام والشيشة المنتشرة بين رواد المقهى".
"ليس هناك أجمل من ليالى السيدة، خاصة فى أيام الاحتفال السنوى بمولدها، تعودتُ منذ سنواتٍ بعيدة أن أزور الضريح وأتواجد فى الليلة الكبيرة حيث يكثر المتصوفة، والمحبون والقاصدون لرحابها، فى طرق وأزقة "السيدة" العتيقة فى اتجاه المقطم، أشعر أننى أمشى فى عصر غير الذى أعيش فيه، كأننى أركب آلة الزمن وأنطلق عكس عقارب الزمن، حيث لا يقيدنى زمان ولا مكان".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة