تمر اليوم الذكرى الـ32 على رحيل الفنان التشكيلى العالمى سلفادور دالى، إذ رحل فى 23 يناير عام 1989، وهو أحد أهم فنانى القرن العشرين، وهو أحد أعلام المدرسة السريالية، يتميز دالى بأعماله الفنية التى تصدم المُشاهد بموضوعها وتشكيلاتها وغرابتها، وكذلك بشخصيته وتعليقاته وكتاباته غير المألوفة والتى تصل حد اللامعقول والاضطراب النفسي.
ولد سلفادور دالى فى 11 مايو 1904 فى فيغيراس، وتشجع دالى على ممارسة الفن فى عمرٍ مبكر، والتحق فى نهاية الأمر بكلية مدريد لكى يدرس الفن،
انتقل إلى باريس وبدأ بالتواصل مع فنانين مثل بيكاسو، ماجريت، وميرو ما أدى لظهور المرحلة السريالية الأولى لدى دالي، وربما اشتهر بلوحته The Persistence of Memory عام 1931 والتى تظهر العديد من الساعات الذائبة ضمن منظر طبيعي.
صعد الزعيم الفاشى فرانشيسكو فرانكو إلى السلطة فى إسبانيا ما أدى إلى طرد دالى من الحركة السريالية لكن هذا لم يحبط عزيمته واستمر بالرسم الى أن توفى فى فيجيراس 1989.
عاصر دالى ظهور العديد من الحركات الفنية الحديثة مثل الدادائية والتى ظهرت بأعقاب الحرب العالمية الأولى، إلا أن توجه دالى غير السياسى لم يجعله ينخرط تمامًا فى هذه الحركة الفنية الثقافية السياسية.
قام دالى بالعديد من الرحلات إلى باريس بين عامى 1926 و1929, حيث التقى بالعديد من الفنانين المؤثرين مثل بابلو بيكاسو والذى أبدا إعجابه به، وخلال هذه الفترة رسم دالى العديد من اللوحات التى أظهرت تأثّرًا واضحًا ب بـ بيكاسو.
كما التقى خوان ميرو، الرسام والنحات الإسبانى الذى وجه، جنبًا إلى جنب مع الشاعر بول ايلوار والرسام رينيه ماغريت، دالى للمدرسة السريالية.
بحلول هذا الوقت، كان دالى يعمل على عدة أنماط مختلفة منها الانطباعية، المستقبلية والتكعيبية. أصبحت لوحات دالى مرتبطة بثلاثة مواضيع أساسية وهي: الكون والأحاسيس والرمزية الجنسية والصور الإيديوغرافية.
أصبح سلفادور دالى الشخصية الشهيرة للحركة السريالية، وبحلول عام 1930 استثمر إنتاجه الفنى فى أوائل القرن حيث رسم واحدة من أشهر لوحاته فى هذا الوقت، وربما العمل السريالى الأكثر شهرة، وهو The Persistence of Memory 1930.
وعلى الرغم من طرده من الحركة السريالية بسبب خلافه مع الزعيم السريالى أندريه بريتون، واصل دالى المشاركة فى العديد من المعارض السريالية الدولية فى الأربعينيات، حيث شارك فى افتتاح المعرض السريالى فى لندن عام 1936، وألقى محاضرة بعنوان "أشباح مصابة بجنون العظمة."
انتقل دالى وزوجته خلال الحرب العالمية الثانية إلى الولايات المتحدة وبقيا هناك حتى عام 1948، ثم عادا إلى كاتالونيا وكانت هذه سنوات مهمة بالنسبة لدالى، أقام له متحف متروبوليتان للفن الحديث فى نيويورك معرضًا فى عام 1941 أعقب ذلك نشر سيرته الذاتية، واستمر خلافه مع أعضاء الحركة السريالية.
رسم دالى على مدى السنوات الـ 15 المقبلة سلسلةً من 19 لوحة كبيرة تضمنت مواضيع علمية أو تاريخية أو دينية، احتوى عمله الفنى على تألق تقنى يجمع بين التفاصيل الدقيقة مع خيال رائع لا حدود له، واعتمد أيضًا على الخدع البصرية الثلاثية الأبعاد.
الكثير من أعماله تحتوى على صور تصور الهندسة الإلهية فى الخلق، والحمض النووى، والموضوعات الدينية العفيفة، دخل سلفادور دالى المستشفى فى فيغيرس فى نوفمبر 1988 بسبب فشل بالقلب وبعد فترة قصيرة من عودته، توفى دالى فى 23 يناير 1989 بسبب فشل فى القلب عن عمر ناهز ال 84. فى مسقط رأسه فيغيرس، حيث دفن فى سرداب ضمن المسرح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة