تمر اليوم الذكرى الـ 47 على رحيل الأديب الكبير عبد الحميد جودة السحار، إذ رحل فى 22 يناير عام 1974، وهو أديب وروائى وكاتب قصة وسيناريست مصري، أسند إليه منصب رئيس تحرير مجلة السينما عام 1973م، ولقد عانی أديبنا الكبير نجيب محفوظ الأمرين من مشكلة النشر فى بداية حياته الأدبية، بل صادفه الحظ العاثر فى البداية، فحين دخل نجيب محفوظ على الناشر سعيد جودة السحار، شقيق عبد الحميد جودة السحار، ومعه الثلاثية وكانت جزءا واحدا، استهول سعيد السحار هذا الكم الهائل وقال له: "ايه الداهية دي!".
كانت تلك الرواية فى البداية عبارة عن 1000 صفحة، تحوى الثلاث أجزاء استمر فى كتابتها لمدة 6 سنوات، وحين أقدم على نشرها وقدمها لصديقه "عبد الحميد جودة السحار"، قسمها إلى 3 روايات، نظرا لضخامة الرواية، ووضع الأديب الأسماء الخاصة بها.
يحكى سعيد السحار فى مذكراته أنه فى يوم من سنة 1956 فوجئ بمحفوظ يدخل عليه المكتبة، حاملاً على ذراعيه كمية ضخمة من الأوراق، وطلب إليه أن يطبعها وينشرها له فى كتاب واحد، وكانت هذه الأوراق تحتوى على الثلاثية، وكان محفوظ قد عرضها على طه حسين ليقرأها ويبدى رأيه فيها، فكتب عنها مقالاً مطولاً فى "الأهرام" يبشر فيه بمولد روائى كبير فى الأدب العربى بل رائد فن الرواية العربية الحديثة.
كان رأى السحار أن طباعة الرواية فى كتاب واحد، يحد من بيعها على نطاق واسع، واقترح أن تطبع فى ثلاثة أجزاء، فوافق محفوظ، وظهرت الثلاثية فى ثلاثة أجزاء: «بين القصرين – قصر الشوق – السكرية»، ثم تلا ذلك العديد من الروايات، التى أسس من خلالها محفوظ لفن الرواية العربية، وكانت الرواية تنشر مسلسلة فى «الأهرام» ثم يتلقفها السحار لطباعتها، حدث هذا مع كل ما كتبه محفوظ، باستثناء «أولاد حارتنا» لأسباب يعرفها الكثيرون، و«أحلام فترة النقاهة»، التى كتبت بعد أن فض محفوظ عقده مع ناشره التاريخي.
وقال نجيب محفوظ إن فكرة هذه الثلاثية خطرت إلى ذهنه بعد أن انتهى من قراءة رواية "شجرة البؤس"، لعميد الأدباء طه حسين، فقد تأثر بها جدًا، وكان يتمنى أن يكتب قصة أجيال.
وعن شخصيات الرواية قال النجيب: أنها كانت شخصيات كثيرة جدًا فاضطررت إلى أن أقوم بعمل أرشيف لهم، "عشان متوهش"، فهما 50 شخصية، تعبتنى من الزحمة فى التخطيط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة