هدد عدد من أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتوافد على مقر موقع تويتر للتظاهر تنديداً بحذف حسابات الرئيس الأمريكي وعشرات من مستشاريه ومساعديه السابقين والحاليين، وسط حالة استنفار أمني وقلق من تكرار مشهد اقتحام الكونجرس، والذي خلف خمسة قتلى وعشرات المصابين.
وتناقل مؤيدون للرئيس المنتهية ولايته دعوات على منتدى إلكتروني تديره جماعات يمينية دعوات للتظاهر على إغلاق الشركة حساب الرئيس ومنعه من التعبير عن آرائه على منصته المفضلة للتواصل مع جمهوره.
وضع الحواجز امام مقر تويتر
وبحسب صحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل"، فإن بعض الداعين للتظاهرة طلبوا من الراغبين بالمشاركة فيها أن يجلبوا معهم "أصفادا بلاستيكية" لتنفيذ عمليات اعتقال وهمية. إلا أن وكالة اسوشيتدبرس الأمريكية قالت إن المظاهرة التى كان مخطط لها لم تنجح حيث لم يحضر سوى عدد قليل من أنصار الرئيس، وواحدا فقط من المظاهرات المضادة رفع فيها لافتة تطالب بعزل ترامب والإطاحة به.فيما نشرت الشرطة عشرات الضباط وأقامت الحواجز الأمنية حول مقر الشركة.
وخسرت تويتر نحو 5 مليارات دولار من قيمتها السوقية بعد قرار تعليق حساب ترامب الذي يحظى بمتابعة واسعة تعليقا نهائيا.
مقر تويتر بسان فرانسيسكو
وصباح الثلاثاء، قال موقع تويتر إنه أوقف منذ يوم الجمعة أكثر من 70 ألف حساب كانت مكرسة في الأساس لمشاركة محتوى حركة (كيو أنون) اليمينية الداعمة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي تؤمن بنظريات المؤامرة، وذلك بعد أعمال العنف التي شهدتها واشنطن الأسبوع الماضي عندما اقتحم أنصار ترامب مبنى الكونجرس.
وقال تويتر على مدونته : "نظرا للأحداث العنيفة في واشنطن العاصمة وزيادة خطر حدوث ضرر، بدأنا وبشكل نهائي وقف آلاف الحسابات المكرسة في الأساس لمشاركة محتوى كيو أنون بعد ظهر يوم الجمعة".
وأضاف الموقع "كانت هذه الحسابات تشارك في نشر محتوى ضار يتعلق بكيو أنون على نطاق واسع، وكانت مكرسة أساسا لبث نظريات المؤامرة هذه عبر الخدمة".
وعكف مؤيدو كيو أنون على نشر نظريات مؤامرة على وسائل التواصل الاجتماعي منها الزعم بلا سند أن ترامب يحارب سرا مجموعة تستغل الأطفال جنسيا وتتضمن ديمقراطيين بارزين ومشاهير في هوليوود وحلفاء "للدولة العميقة".
متظاهر مضاد يدعو إلى عزل ترامب امام تويتر
وكان موقع تويتر قد قال يوم الجمعة إنه سيوقف وبشكل دائم الحسابات التي تروج لمحتوى كيو أنون ونظريات المؤامرة.
وكانت إدارة موقع تويتر قد اتخذت قرارها بتعليق حسابات الرئيس ترامب في الساعات الأولى من صباح السبت، بجانب عدد من الرموز المؤيدة والمساعدين الذين عملوا في إدارته، والذين قالت إدارة تويتر إنهم روجوا لنظريات المؤامرة، ومن بينهم مايكل فلين وسيدني باول، وفقا لشبكة إن بي سي الأمريكية.
ويعتبر الحظر الدائم من بين أعلى المستويات التي وضعتها شركة تويتر كجزء من جهودها للقضاء على المعلومات المضللة والدعوات إلى العنف.
وقالت شركة تويتر في ذلك الحين إنها علقت حساب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته بشكل دائم، بسبب وجود خطر استغلاله في التحريض على المزيد من العنف، وأعلنت الشركة في بيان: "بعد المراجعة الدقيقة للتغريدات الحديثة الصادرة عن حساب الرئيس دونالد ترامب والسياق المحيط بها، وتحديدا كيفية تلقيها وتفسيرها على الموقع وخارجه، قمنا بتعليق الحساب نهائيا بسبب خطر حدوث مزيد من التحريض على العنف".
تواجد امنى امام تويتر
والتقى كل من فلين وباول بترامب في البيت الأبيض في الأسابيع الأخيرة كجزء من جهود لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية، كما أنه من ضمن شخصيات بارزة في مجتمع QAnon المؤيد لنظريات المؤامرة، حتى أن فلين أقسم "اليمين" على نظرية المؤامرة العام الماضى، بحسب الشبكة الأمريكية.
وقال متحدث باسم تويتر لشبكة NBC News: "لقد تم تعليق الحسابات بما يتماشى مع سياساتنا بشأن النشاط الضار المنسق. لقد أوضحنا أننا سنتخذ إجراءات إنفاذ قوية بشأن السلوك الذي من المحتمل أن يؤدي إلى ضرر غير متصل بالإنترنت، ونظرًا لاحتمال تجدد العنف المحيط بهذا النوع من السلوك فى الأيام المقبلة سنعلق بشكل دائم الحسابات المخصصة فقط لمشاركة محتوى QAnon".
وقام تويتر أيضًا بإزالة حساب رون واتكينز، مدير موقع 8kun، والذي كان يُطلق عليه سابقًا 8chan ويستضيف مشاركات في قلب نظرية المؤامرة QAnon.
وغيّر موقع 8chan اسمه في الصيف الماضي بعد أن استخدم المتشددون البيض الموقع لنشر بيانات قبل ارتكاب جريمة قتل جماعي، بما في ذلك هجوم إرهابي في مركز تجاري في إل باسو، تكساس، أسفر عن مقتل 17 شخصًا في عام 2019.
وقضى واتكينز، الذي يعيش في اليابان، وباول الأسابيع الأخيرة في دفع مزاعم كاذبة حول نظام التصويت دومينيون ودور الشركة فى الانتخابات الأمريكية، بالإضافة إلى استهداف المواطنين العاديين بادعاءات كاذبة بتزوير الانتخابات. ورفعت شركة Dominion Voting Systems دعوى على باول يوم الجمعة مقابل 1.3 مليار دولار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة