أهدتني الدكتور نجوي عانوس الأستاذ بقسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة الزقازيق كتابها "التمصير في المسرح المصري "من يعقوب صنوع 1870 إلى الحرب العالمية الثانية 1945 ويكشف الكتاب الذي يعد وثيقة مهمة علي ريادة المسرح المصري وتفرده، فالتمصير في تلك الفترة كان إبداعًا علي الإبداع وكتابة علي الكتابة وهو المصطلح الذي دائما يستخدمه الناقد الدكتور سامح مهران ويكتب أغلب أعماله المسرحية بهذه الطريقة.
الريحاني وبديع خيري
التمصير ظاهرة من أهم ظواهر المسرح المصري بل ونهلت السينما أيضًا فيما بعد مع بداية ظهورها أعمالا عالمية ومصرتها، ويعقوب صنوع كانت له الريادة في موضوع التمصير كما تؤكد الدكتورة نجوي عانوس قائلة: اختلف الممصرون في أنواع التمصير فمنهم من حول المسرحيات الفرنسية لموليير الي الزجل العامي مثل محمد عثمان جلال ومنهم من تخصص في التمصير عن الفودفيل الفرنسي للكاتب جورج فيدو مثل عباس علام وعزيز عيد وأمين صدقي ومنهم من تخصص في تمصير الكوميديا الاجتماعية الجادة الفرنسية مثل بديع خيري ونجيب الريحاني.
كتاب الدكتورة نجوي عانوس يكشف أسباب التمصير وأثر الثقافة الفرنسية علي المسرح والتأكيد على أن بداياته في مسرح يعقوب صنوع ثم استمر نجوم التمصير من بعده كبيرم التونسي ومحمد عبدالقدوس وتوفيق الحكيم وايراهيم رمزي وسليم نخله ويونس القاضي وبديع خيري ونجيب الريحاني وغيرهم .
كما يحتوي الكتاب علي ظروف تمصير هذه المسرحيات الفنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعريف بالمسرحيات الفرنسية الممصر عنها ، كما نعرف من خلال الكتاب الظواهر المشتركة في تمصير الكوميديا وفي الفصل الثالث تستعرض الكاتبة الظواهر المشتركة في تمصير أوبريت شهر زاد والمدينة المسحورة أو معروف الإسكافي وعلي باب والأربعين حرامي ومظاهر تمصير ابرا كليوباترا ومارك أنطوان التاريخية ومسرحية أمينوسا.
الدكتورة نجوي عانوس
وداخل الإصدار نماذج عديدة لمسرحيات تم تمصيرها علي يد نجوم التمصير ومنهم : يوسف وهبي الذي مصر " بيومي أفندي " عن الأب ليبونار " لجان ايكار ، وعرضت في مسرح رمسيس 1933 ومصرها من قبله محمد تيمور عام 1918 ، كما مصر بديع خيري والريحاني مسرحية " توباز " وحولاها الي " الجنيه المصري " ، كما مصر نفس الثنائي مسرحية " 1000 فرنك فرنسي لليوم " الي مسرحية " الدنيا لما تضحك " عام 1934 ، ومسرحية " الدلوعة " التي قدمها الريحاني مأخوذة من الأصل الفرنسي " la petite chocalatiere " للكاتب بول كافو ، وغيرها من الأعمال .
نخرج من هذه الدراسة بتوثيق مهم جدا يؤكد ريادة مصر في المسرح في فقرة قالت فيها عانوس : تأثر المسرح المصري بالمسرح الفرنسي بصفة خاصة وكان للثقافة الفرنسية أكبر الأثر في نهضة مصر الفكرية منذ حملة نابيلون بونابرت 1798، فقد صحبت هذه الحملة العلماء الذين درسوا جميع مظاهر الحياة في مصر، فكانت الطبقة الارستقراطية تفضل تعليم أبنائها في المدارس الفرنسية عن المدارس الإنجليزية، كما أراد الخديوي إسماعيل أن يجعل مصر جزءا من فرنسا فأسس الأوبرا المصرية ومسرح الكوميدي فرانسيز الذي مكانه الآن مبني البوسطة في ميدان العتبة ، وشجع صنوع على تأسيس مسرحه ولقبه بموليير مصر تقليدا لموليير فرنسا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة