نواصل قراءة بعض ما ورد فى مذكرات النجمة الراحلة نادية لطفى، والتى جاءت تحت عنوان " اسمى بولا.. نادية لطفى تحكى" لـ أيمن الحكيم، وصدرت عن دار نهضة مصر.
وفى المذكرات تحكى نادية لطفى عن علاقتها بيحيى الطاهر عبد الله، وكيف أنه حكى لها سيناريو رحيله والذى وقع حرفيا كما قاله لها؟
تقول نادية لطفى:
والحق أنى أستغرب العلاقة التى جمعتنى بحيى الطاهر.. أتذكر أنه هو الذى سعى للوصول إليَّ، وجرى اللقاء بوساطة المخرج عبد العزيز السكرى، وجاء يحيى إلى بيتى مرارا، وكان لديه مشروع للكتابة السينمائية، وما زلت أتذكر الجو السينمائى الغريب لفيلم يحيى الذى لم يخرج للنور، حيث الأحداث فى مزرعة للخيول بسفح الجيل، وصراع بين عائلتين وقصة حب تتولد فى ذلك الجو الأسطورى، ومن إعجابى بأفكاره منحته مكتبى ليمارس منه تجلياته السينمائية.
فى ذاكرتى حواديت كثيرة تخص يحيى الطاهر، أختار منها واقعتين، فى الأولى حدث الآتى: كنت أقوم بتوصيله مرة عند باب الأسانسير ففوجئت به يصرخ فى وجهى: أنت ازاى تلبسى عقد زى ده؟ وكان ينظر بغضب إلى عقد تركواز فالصو أرتديه فى رقبتى.. قلت له بحده: وأنت مالك.. عاجبنى.
وفى اليوم التالى جاءنى يحمل دوبارة فيها عدد من الأحجار الكريمة وقال لى بهدوء: ده العقد بتاع أمي.. الضميه والبسيه بدل العقد الفالصو اللى فى رقبتك، وأذهلنى الموقف الذى كان يحمل بالنسبة لى معانى إنسانية هائلة.
فى الموقف الثانى المحفور فى ذاكرتى، كان اللقاء الأخير الذى جمعنى بيحيى الطاهر، فوجئت به يحكى لى عن مشهد وفاته وبتفاصيل عجيبة كأنه يحكى عن فيلم سينمائى، ثم طلب من أن أتولى تربية طفلته الصغيرة أسماء بعد رحيله، الأغرب أن يحيى الطاهر مات كما حكى لى بالضبط، بنفس تفاصيل السيارة التى دهسته، وهو أمر لا أجد له تفسيرا حتى اليوم.
ويشهد الله أنى كنت مستعدة لتنفيذ وصية يحيى، لكنى استجبت لرجاء الأبنودى أن يتولى هو مهمة أسماء باعتباره كان الأقرب لوالدها والأولى برعايتها، ولم يكن قد أنجب وقتها من زوجته يومها عطيات الأبنودى فأصبحت كابنتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة