تعددت أمثلة ارتباط البنت بأبيها، تشعر به وتضعه المثل الأعلى له، لا تهدأ إلا بعد اطمئنانها عليه، ففى محافظة كفر الشيخ، ضربت "منة"، 14 سنة، طالبة بالصف الثانى الإعدادي، المثل فى الحب والارتباط بوالدها، الذى يعمل ميكانيكي، لم يكن له نصيب فى تلقى تعليمه فى الصغر، ولكنه كبر وتزوج وأنجب 4 بنات، وولد صغير،لم يعرف مهنة إلا إصلاح السيارات، فرأت الطفلة معاناة والدها، فصممت أن تشاركه مهنته، لمساعدته ولكن تحولت المساعدة لحب للمهنة، فأجادت تصليح السيارات ورفع ماكينة السيارة وإصلاحها بمهارة كبيرة.
تلك الطفلة العاشقة مهنة والدها، وجدناها طفلة صغيرة ترتدى الكمامة، وملتزمة بالإجراءات الإحترازية لمجابهة كورونا، ترتدى ملابس عملها "أفرول وبنطلون"، وبجوارها والدها يتابعها وهى تصلح سيارة ملاكي.
قالت منة الله السيد عبد العزيز يوسف، أنها سعيدة بوجودها مع والدها، فهى لا تفكر فى اللعب مثل أقرانها ولكنها تفضل مساعدة والدها، وتستيقظ مبكراً للتوجه لمدرستها، وتعود من مدرستها لتبدأ عملها مع والدها فى إصلاح السيارات، وفى الأيام التى أغلقت المدارس أبوابها بسبب ظروف كورونا، تستيقظ منذ الصباح الباكر، تنتظر السيارات التى يريد أصحابها إصلاحها.
وأضافت منه، لـ"اليوم السابع"، أنها تعمل فى هذه المهنة منذ عامين، وعندما سمع عنها معلموها ومدير إداراتها التعليمية بالحامول كرموها، مؤكدة أن هناك من أقرانها والأهالى يتعجبون من عملها فى هذه المهنة، ولكن بعض عدة أشهر تقبل الأهالى عملها كميكانيكي، حتى أن هناك من الأطفال فى عمرها بدأوا يقلدونها وإمتهنوا مهن مختلفة، مشيرة إلى أننا فى عصر أصبحت البنت تعمل كل الأعمال ما دام العمل حلال ويكسب الإنسان من عمل يده، ويكفينى شرفا أن أتعود على ذلك، مؤكدة أنها سعيدة لشعور والدها أنه معه، تسانده ،ويعتمد عليها حفظه الله إن لم يستطع العمل فى أى يوم من الأيام.
وأضافت منة الله، أنها لا تهتم بكلام الناس، وكل همها فقط وما يشغلها أن تعمل وترضى والدها، ليوفر لها ولأشقائها ما يحتاجونه، مؤكدة أن المكان الذى تمارس فيه عملها أمام منزلهم المجاور للإستاد الرياضى بمدينة الحامول، و أنها تشكر كل أصحاب السيارات الذين يطلبونها بالإسم لتصلح سياراتهم ،وأنها يمكن أن تنتقل لأى مكان قريب من الحامول لإصلاح السيارات على الطرق برفقة والدها.
وقالت منة الله، أنها تصلح السيارات بكل أنواعها وتستطيع رفع موتور السيارة وتصلح ما به من عيوب وأعطال، مؤكدة أن عملها مع والدها زادها خبرة، وكل ما تتمناه فقط أن تكمل عملها لتخصص فى إصلاح السيارات لتجمع بين العلم والمهنة، سواء دبلوم المدارس الصناعية كمتخصصة فى إصلاح السيارات وبعدها تلتحق بكلية الهندسة، لتجمع بين الخبرة والعمل والتأهيل.
وقال السيد عبد العزيز يوسف، والدها، إن لديه 6 من البنات والأولاد، شهد بالصف الأول التجارى ،ومنه الله بالصف الثانى الإعدادي، وبسمه بالصف الثالث الابتدائي، ودعاء 5 سنوات، وأدهم عامين، ونسمه 6 شهور، وأنه يعمل ليل نهار، ليوفر لهم ما يحتاجون له، مؤكدا أن منة الله طلبت مساعدته، فقبل لأنه مؤمن بأن البنت مثل الولد لا فرق بينهما، وأثبتت منه مكانتها وإتقانها للمهنة برغم صغر سنها، وأنه يشجعها سواء فى عملها أو دراستها، مشيراً إلى أن منه الله ستكمل تعليمها إن شاء الله لتجمع بين المهنة والتخصص سواء دبلوم المدارس الصناعية أو بكلية الهندسة إن شاء الله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة