سلط تليفزيون اليوم السابع، في تقرير بثه صباح اليوم، الضوء على الفساد المالي الضخم داخل جماعة الإخوان الإرهابية، وأعد التقرير محمود حسن، وقدمته نسرين فؤاد.
وأوضح التقرير في بدايته أن جماعة الإخوان ليست فقط مجرد جماعة إرهابية مشوهة الأفكار، ولكنها أيضا تنظيم إجرامي مليء بالفساد على رأسه قيادة تستغل الكثير من تابعيها المغيبين ومشوهي الفكر، للاغتناء والثراء الفاحش عبر قناة مفتوحة من التمويل المشبوه اللى تقوده دول داعمة للإرهاب في المنطقة.
وكان الفضل الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي، أنها فتحت العيون على كثير من هذا الفساد الذى كان موجودا منذ فترة طويلة، ولكن كان يَجري التكتم عليه بشدة واحتواؤه داخل الجماعة، لكن اليوم أصبحت الفضائح علنية أكثر، ويستطيع القاصي والداني معرفتها، عبر ضجيج السوشيال ميديا.
ففى الوقت الذى تم خداع العديد من الأشخاص المغيبين، وصغار السن والمراهقين، كانت هذه القيادات تواصل الثراء، وواحد ممن تم كشف ثرواتهم مؤخرا واللى تقدر بعشرات الملايين من الدولارات، محمود حسين الأمين العام للجماعة الهارب إلى تركيا، والذى اتهمته القيادات بالاستيلاء على تبرعات مالية كانت موجهة لمساعدة عموم الإخوان على تكاليف الحياة فى الخارج.
نسرين فؤاد
آخر ما نشرته قيادات الإخوان الهاربين إلى تركيا، ما نشره شخص كان يعمل أستاذ مساعد بالجامعة، حيث يقول إنه أصبح مصدر رزقه فى الخارج هو بيع الجوارب والملابس الداخلية أمام أحد المراكز التجارية بعد أن ضاقت عليه سبل الحياة، حيث كتب ما نصه: "أنا واحد من الناس اتخرب بيتى وسبت فى مصر شركة بتاعتى كانت كل شهر بتدخل لى مبلغ، ده غير منصبى كأستاذ مساعد اللى راح ومش حيرجع تانى، يا أخى حرام عليكم حسوا بيا وباللى جرالي".
وكما يقول المثل المصري الشعبي، "ما شافوهمش وهما بيسرقوا وشافوهم وهما بيتخانقوا"، فقد شن القيادي الإخواني مجدي شلش هجوما عنيفا على محمود حسين، وكتب على فيس بوك قائلا:
"أموال الجماعة ماذا فعلت بها هذه القيادة؟، الدكتور محمود حسين يركب عربة bmw ليست من ماله بيقين، إنما من أموال الإخوان، السؤال الآن لماذا bmw؟، لماذا لم تكن نيسان أو فورد؟، هل شبَعِت بطون الإخوان ولبسوا وركبوا وتنعموا في مثل هذا النيعم؟، أم أن للقيادة فوقية فى الملبس والمسكن والمركب؟، هل أعطاها الدكتور محمود حسين حتى لبعض الإخوة يقضى بها حاجته، أو يُزَف فيها مع عروسه؟".
انتهى كلام مجدي شلش، والحقيقة إنه من المضحك أن يكون أقصى آمال المغدور بهم وبأموالهم أن يأخذوا "لفة" من السيارة كي يزفوا بها "عروسة"!! .
من ضمن الأسئلة التي وجهها شلش عن الشقق التي تمتلكها الجماعة في تركيا، والتي يقدر عددها بالمئات، وجميعها مسجلة بأسماء القيادات، في الوقت الذى يعاني الشباب الصغير المغرر بهم في الجماعة، من المبيت في شوارع إسطنبول، شلش سأل محمود حسين في بوست على "فيس بوك": "من الذى ينتفع بهذه الشقق الآن؟ هل عموم الإخوان الذين لا يجدون مأوى ولا مسكن؟، هل تقام فيها أنشطة عامة تُخدِم على عموم الإخوان أو بعضهم، ومنهم الشباب اللى ظروفهم لا تخفى على أحد؟، أم أن هذه الشقق مغلقة لأفراد أو أسر بعينها ؟؟.
بالطبع هذه ليست أول واقعة، فقد كان هناك تسريب للإخواني أمير بسام، الذى قال فيه: "إزاى محمود حسين والابيارى وإبراهيم منير ياخدوا الفلوس بالشكل ده، مكتوب باسمهم شقق وعمارات، وراكبين عربيات فارهة الواحدة بـ100 ألف يورو، وللاسف محدش بيحاسبهم، إزاى يسرقوا الفلوس ويشتروا بيها شقق وعمارات، ده فيه طلبة بيتذلوا علشان ياخدوا 200 ليرة كل شهر، ومحمود حسين راكب عربية بى ام دبليو".
انتهى كلام أمير بسام.. لكن الحقيقة أن الأمر لا يتوقف عند سيارة بـ 100 ألف يورو، يتجول بها أمين الجماعة في ربوع تركيا، بل إن الاختلاسات تصل أحيانا إلى المليارات، فهناك الفضيحة الأشهر للاختلاس والتي تحدث عنها عام 2017، القيادي الإخواني الهارب عز الدين دويدار، حين كتب عن قيام قيادات بالجماعة ومقربين منهم من رجال أعمال عرب بسرقة 2 مليار جنيه من صناديق الاشتراكات والاستثمارات الخاصة بالإخوان في بريطانيا.
ومن الأمور المثيرة للسخرية، والدالة على مدى تفشي الفساد داخل الجماعة، وسخاء التمويل بلا حساب، هو محاولة قيادات الإخوان التخفيف من حدة واقعة السرقة على المتابعين، فقالوا إن المبلغ المسروق هو 150 مليون جنيه فقط!.
ورغم ذلك فإن عز الدين دويدار الإخواني الهارب خرج لينفي الأمر قائلا، إن واقعة الاختلاس فعلا هي لـ 2 مليار جنيه، وليس 150 مليون فقط !.
وانهى التقرير الذى أعده محمود حسن، وقدمته نسرين فؤاد، بأن هذه الفضائح المتفجرة بين وقت وآخر، تعطي لمحة عن هذه الجماعة التي يُغدَق عليها أموال لا تتوقف، وبسخاء يصل إلى الفجور والفحش، من دول تدعم نشاطها الإرهابي بلا حساب، ويعطي لمحة أيضا عن كون هذه القيادات التي تقود الإرهابية هي أبعد ما تكون عن الدين الذى تدعي الدفاع عنه، وحتى أبعد من قيم العدل والحق التي تكذب القيادات على اتباعها بادعائها أنها تسعى له عبر وسائلها الشيطانية، فهم ليسوا سوى عصابات من المجرمين الإرهابيين.. واللصوص أيضا.
انتهت هذه التغطية، قدمناها لكم من تليفزيون اليوم السابع، أعدها الزميل محمود حسن، وتحياتى لكم نسرين فؤاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة