وجّه مكتب الإرشاد الإخوانى عناصره لإشعال الغضب فى مصر الجمعة 25 سبتمبر 2020.. وبدأت عمليات الحشد على شاشاتهم وعبر صفحات لجانهم الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى، والدعوة الكبرى والأخيرة كأهداف فريق النادى الأهلى، جاءت تعليمات مكتب الإرشاد فى بيان رسمى نشره موقع «العربى الحديث» التابع لهم.
ساعات طويلة حبس فيها الشعب المصرى أنفاسه أمام شاشات التليفزيون يقلّب فى القنوات المختلفة بحثا عن شعب مصرى آخر سوف يخرج بثورة عارمة تملأ الميادين وتُسقط الحُكم.
بدأت شمس يوم الجمعة تنشر أشعتها، وبدأ التحفز يزداد إلى أن جاءت الظهيرة وحان موعد صلاة الظهر، بل وبسرعة شديدة صلى المصريون صلاة الجمعة وبأقصى همة عادوا إلى منازلهم ليكملوا المشاهدة انتظارا للثورة، وبعد ساعات من مشاهدة الأفلام والمسلسلات ونشرات الأخبار التى ليس بها سوى أخبار عن أعمال يقوم بها رئيس الوزراء والوزراء كالعادة، غير عابئين بأن ثورة تستهدفهم ولا بد أن يذهبوا إلى مخابئ سرية أو يحجزوا رحلات طيران لدول ليست حليفة للتنظيم الدولى للإخوان، ولا بد أن مستشارى الوزراء نصحوهم بعدم السفر لقطر أو تركيا!
هكذا قضى الشعب المصرى ساعات طويلة ما بين الشاشات التليفزيونية وشاشات الهواتف المحمولة يتابع الثورة الموجودة فقط على فضائيات تابعة للتنظيم الإجرامى، حتى أن بعضهم شاهد خروجا لثورة فى شارعه فذهب إلى شباك منزله حتى يشاهد الصورة مباشرة من الشارع الذى يسكن فيه، كما أن بعضا آخر شاهد نفسه فى الثورة المزعومة على الرغم من أنه يتناول وجبة مع أولاده أو ينتظر فى منزله مع باقى الشعب المنتظر الذى تعب من رحلات الذهاب والإياب ما بين الشاشة والشباك!
بالطبع الشعب المصرى ليس ساذجا أو شعبا مغيّبا لا يعرف ما تفعله الدولة المصرية على الأرض، مع الأخذ فى الاعتبار أنه قد يكون معترضا أو لم تعجبه بعض الإجراءات التى تتخذها الحكومة أو حتى يعترض عليها، لكنه لا يستطيع أن يخرج ليخرّب بلده أو يقع فى «الفخ» نفسه، الذى وقع فيه أثناء أحداث يناير، خاصة بعدما شاهد بعينيه ما وصلنا إليه ولسان حاله يقول «نصبر شوية».
هذه الجماعة المأجورة بالطبع لا يهمها صالح الشعب ولا مصالحه، ولا يفرق معها حتى حياة أبنائه، وكل ما يشغلها الآن هو وقف البناء الذى يقوم به الشعب المصرى فى كل المجالات وفى كل «شبر» على أرض مصر.
كل عدة شهور تحرّض قيادات جماعة الإخوان الشعب المصرى للنزول من أجل مظاهرات تدعو لها عبر منصاتها الإعلامية المختلفة، وذلك لإثارة الفوضى والعنف والتخريب فى الشارع المصرى، والعمل على تفكيك مؤسسات الدولة المصرية، وليس صحيحا أن هدفهم فقط الرئيس، بل هدفهم وقف البناء أيا كان من يقوم به، ويضعون خططهم ويطمحون فى الوصول إلى التأثير فى وعى الجماهير عن طريق إثارة غضب العامة وتحفيزهم للانضمام إلى أعمال الفوضى التى يدعون إليها، وذلك عن طريق آليات ممنهجة وضعها خبراء تابعون لأجهزة استخبارات أجنبية عالية الحرفية، هدفها استفزاز الجماهير للمشاركة فى دعواتهم الخبيثة.
الحقيقة التى لا يريدون تصديقها أو لا يريدون سماعها من أحد أن أحلامهم فى إسقاط مصر ومؤسساتها تحطمت على صخرة وعى المصريين وخوفهم على بلدهم، وعدم تصديق ترهاتهم بعدما وصلوا للحد الأقصى فى استخدام آلياتهم الفضائية والإلكترونية والعناوين الرنانة والفيديوهات القديمة والمفبركة كالعادة، وانقلب السحر على الساحر.
بالطبع ذهبت الشمس تتخفى وحلّ الليل وحانت مواعيد برامجهم المحرضة على المظاهرات، ليبدأ مسلسل التبرير على شاشاتهم للتغطية على فشلهم بحالة من الفبركة وترويج الأكاذيب، سواء حول الأوضاع الحقيقية بمصر أو بالترويج لوضع غير حقيقى عن الجماعة، بحيث توهم الجميع أنها لا تزال جماعة قائمة على أرض الواقع.
الواقع أن الهدف من هذه الدعوات التخريبية هو التغطية على الانقسام والضعف الذى وصلوا إليه، بل وحالات الانقسام الجدية داخل الجماعة التى من المتوقع أن تحدث خلال الفترة المقبلة، بعدما تعرف قواعد الجماعة حقيقة أكاذيب القيادات، وسوف يتعمق هذا الانقسام فى الداخل المصرى للجماعة الإرهابية.
وفوجئ المصريون فى بعضها بنجاح الحراك الثورى على شاشات قطر وتركيا، والتى يعمل فيها - للأسف - مأجورون (كانوا مصريين) يرددون الهراء والترهات وكلاما ليس له قيمة سوى أنهم يحصلون به على رواتبهم الفلكية، التى نجحت فى خلق هذه الحالة الثورية «الفيسبوكية الافتراضية» مع جماعة فقدت عقلها الذى أوصلها إلى تخيل أنه يمكن لجماعة هزيمة شعب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة