أكدت الناقدة ناهد صلاح، أن ما حدث بعد 1967 جرح غائر لجمال عبد الناصر والمصريين معًا، لكن "ناصر" كان قويًا حين قرر التنحى، والشعب العربى كان أقوى ليطالبه بالبقاء، كما أن قوة عبد الناصر وثقته في نفسه جعله يوافق على عرض أفلام تحمل جرأة فى التناول فيها ما يخصه هو شخصيًا، وذلك فى ظل الثورة الفكرية التى حدثت بعد الهزيمة.
ولفتت "صلاح" خلال كلمتها فى ندوة "الوعى والحقيقة" بمكتبة القاهرة الكبرى، أن المرحلة الفنية بعدما كانت صادقة وشهدت ميلاد العديد من الموسيقيين الكبار والفنانين المميزين، مشيرة إلى أن الأغانى التى تغنى بها المصريون بعد ثورة 25 يناير كان أغاني ثورة يوليو، وذلك لأنها أغاني صادقة تليق بكل العصور وتعبر عن انتصارات المصريين بصدق.
وتابعت الناقدة ناهد صلاح، أن عصر عبد الناصر كان عصرًا نهضويًا ساهم فى مساعدة حركة التحرر العربي، كما كان الزعيم الراحل ذكيًا فى اختيار رجال دولته فى الإعلام والفن، مشددة على أن النهضة الثقافية والفنية بدأت من عهد ناصر، حيث أنشأ قصور الثقافة، ووزارة الثقافة، وجهاز السينما الذى أنتج خلال الفترة من 1963 إلى 1971، ما يقرب من ٣٠٪ من الإنتاج السينمائى المصرى.
فيما قال الكاتب الصحفي شريف عارف، إن عبد الناصر كان وليد الحركة الوطنية وهو ابن شرعي لثورة 1919، حتى وأن لم يشارك فيها لأن تكوينه الفكرى جاء من ثورة الطلاب فى عام 1935، والتي تشكل منها فكر الضباط الأحرار، ومن هنا جاء ارتباطهم بالقوى الناعمة.
وأكد "عارف" أن عبد الناصر كان فنانًا بفطرته، وحين أسند حقبة الثقافة لشخصية مثل الدكتور ثروت عكاشة، رأينا ما أحدثته القوى الناعمة فى مصر من جهاز السينما وقصور الثقافة، ولنا أن ننظر إلى الأدب وانعكاسه فى إنتاج أفلام لم تكن تنتج قبل ذلك، كذلك استغلال الثلاث قمم الغنائية أم كلثوم وعبد الوهاب وعبدالحليم، فكل منهما استفاد من الآخر فالدولة دفعت بهم، واستفادت بما قدموه من فن.
واختتم الكاتب شريف عارف، بأن مصر لن تستطيع أن العودة إلى ريادتها إلا من خلال القوى الناعمة، وأعتقد أن هذا ما تقوم عليه الآن الدولة المصرية من خلال إنشاء العدد الكبير من المتاحف الحضارية الضخمة مثل متخف الحضارة والمتحف الكبير.
من جانبها قالت الكاتبة الصحفية أماني القصاص، إنها كانت مع قرار تأميم الصحافة الذي اتخذه عبد الناصر، كما أنها تتمنى أن تسيطر الدولة على التليفزيون والإعلام، حتى تحافظ على مبادىء الإعلام ولا تجعلنا نذهب لمشاهدة القنوات الأجنبية.
وأكدت "القصاص" أن قرار عبد الناصر بتأميم الصحف المصرية لم يكن سببًا فى انهيارها، بل سوء الإدارة والقائمون عليها هم السبب فى ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة