ـ زيادة فرص الأعمال في مجالات الصحة والتعليم والطاقة المتجددة والاقتصاد الرقمي والقطاع المالي خلال أزمة كورونا.
ـ اليابان تبنت حزمة تدابير شاملة تحت مسمى "ضمان التعلم" تركز على إحداث التوافق والتوازن بين التعلم والسلامة
قال السفير الياباني بالقاهرة، نوكى ماساكى إنه على الرغم من التأثير الناتج عن فيروس كورونا المستجد، إلا أن حجم التجارة بين اليابان ومصر ما بين شهر إبريل إلى شهر يونيو من هذا العام قد زاد بنسبة 16.6٪ مقارنة بالعام الماضي ، مؤكدا أن ذلك كان بمثابة دفعة وتشجيع، وأضاف في حوار مع "اليوم السابع" عبر البريد الإلكترونى، أن الشركات اليابانية التي تستثمر في مصر تبذل قصارى جهدها أيضا، وقال ردا على سؤال حول كيفية عملها في ظل انتشار كورونا، إنه يقوم بالاتصال بشكلٍ مباشر بمصانع يابانية عدة، وقال إنه في يوم 7 من هذا الشهر، قام أيضًا بزيارة تفقدية لمصنع عدة شركات من بين الشركات التى استأنفت أنشطة إنتاجها بشكلٍ مطرد بعد أن علقت أنشطتها بشكل مؤقت بسبب كورونا.
السفير اليابانى بالقاهرة
وقال إنه برغم أن الوضع لم يعد إلى طبيعته بعد، حيث لا يزال تأثير التباطؤ الاقتصادي موجود، وعاد رجال الأعمال اليابانيون والأشخاص المعنيون بالتعاون الاقتصادي مؤقتًا إلى اليابان، إلا أنه وبشكل عكسي، تتسع فرص الأعمال في مجالات مثل الصحة والتعليم والطاقة المتجددة، وفي مقدمتها الاقتصاد الرقمي، بما في ذلك القطاع المالي، خلال أزمة كورونا.
وأضاف أن "ظهور نتائج الإصلاحات الاقتصادية الصعبة التي تمت منذ عام 2016 في مصر، والمجتمع الديناميكي المفعم بالحياة الذي يضم العديد من الشباب، يمنح اليابان أيضًا الفرص."
وبسؤاله عن المدارس اليابانية في مصر وكيفية العمل بها عند بدء العام الدراسى الجديد، قال السفير ماساكى حول التعليم عموما في اليابان إنه بناءً على طلب الحكومة، تقرر كل حكومة محلية إعادة فتح المدارس أو تعليقها وما إلى ذلك، بناءً على الظروف المحلية الخاصة بالمنطقة.
وأشار إلى أن وزارة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا اليابانية تعاونت مع الحكومات المحلية بوضع المبادئ التوجيهية وإعداد الكتيبات الخاصة بالحفاظ على النظافة والصحة لمنع انتشار العدوى في الأماكن التعليمية. على سبيل المثال، تم تحديد "السلوكيات الأساسية الثلاثة للأمراض المعدية" في العاصمة طوكيو وهي: (1) "تجنب العناصر الثلاثة"، ألا وهي تجنب "الأماكن المغلقة سيئة التهوية"، "الأماكن ذات الكثافة المرتفعة"، "التحدث والتعامل عن قرب"، (2) غسل اليدين في الوقت الصحيح، على سبيل المثال، بعد العودة إلى المنزل أو قبل الوجبات وبعدها، من خلال غسل اليدين بالصابون جيدًا لمدة 30 ثانية، ثم غسلها جيدًا بالماء، (3) الالتزام بارتداء الكمامات الوقائية بشكلٍ تام. كما نقوم أيضًا إمداد الأطفال بالمعلومات عن الأمراض المعدية والإجراءات المتخذة للوقاية منها، وتطهير المدارس، وتهوية الفصول، إلى جانب الحفاظ على الصحة البدنية للأطفال بالتعاون مع المنزل، مثل قياس درجة الحرارة كل صباح وما إلى ذلك.
وقال إن وزارة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا اليابانية أعلنت عن حزمة تدابير شاملة تحت مسمى "ضمان التعلم" لتعويض التأخر في التعلم الناجم عن الإغلاق المؤقت للمدارس. حيث نركز على إحداث التوافق والتوازن بين التعلم والسلامة، مع إعطاء الأولوية القصوى للسلامة، باستخدام جميع الوسائل، ودون ترك أي طفل خلف الركب، مثل تطوير وسائل للتعلم عبر الإنترنت من خلال استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتاحة دون الذهاب إلى المدرسة، وتنفيذ المناهج التي تركز على التعلم الذي يجب القيام به كمجموعة عند الذهاب إلى المدرسة.
أما عن أجندته الخاصة خلال الأشهر المقبلة لتطوير العلاقات الثنائية، فقال السفير الياباني إنه سيعمل على إحراز تقدم في العلاقات الثنائية بين البلدين من خلال التبادل السياسي رفيع المستوى، ومواجهة مخاطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وتعزيز التعاون الاقتصادي، في ظل تعيين رئيس وزراء جديد بعد إعلان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبى استقالته لأسباب صحية.
وأكد أنه يريد المضي قدمًا بثبات في تنفيذ عدد من المشاريع المنفذة حاليًا، مثل المتحف المصري الكبير (GEM)، والمدارس المصرية –اليابانية (EJS)، والجامعة المصرية –اليابانية للعلوم والتكنولوجيا E-JUST، ومطار برج العرب الجديد.
وأكد أنه سيدعم كذلك تدابير التعامل مع التأثير الاجتماعي والاقتصادي لعدوى فيروس كورونا المستجد في مصر. وتحقيقًا لهذه الغاية، ستعمل اليابان على الاستفادة بشكلٍ كامل من الخبرات والمعارف السابقة للتعاون مع الحكومة المصرية في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك قطاع الصحة والطب.
وقال " لقد أجرينا بالفعل العديد من المناقشات مع وزارة التعاون الدولي والإدارات الأخرى في الحكومة المصرية بشأن الأموال والمعدات والتكنولوجيا اللازمة لتلبية احتياجات المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية، ونود أن نعمل على جعلها واقع ملموس بالتتابع في المستقبل."
وأضاف أن فيروس كورونا المستجد يشكل تهديدًا ليس فقط على صحة وحياة الإنسان، بل أيضًا على كرامته. لذلك، تعتقد الحكومة اليابانية أنه من المهم أن يكون هناك تعامل واستجابة شاملة تستند إلى فكرة "الأمن البشري"، التي تركز على حماية وتمكين جميع الأشخاص، حتى لا يتم ترك الأشخاص الأكثر ضعفًا خلف الركب.
وأشار إلى أن الدعم المقدم من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، يستند إلى هذه الفكرة، قائلا "على سبيل المثال، من خلال توفير الدعم الفني لما يصل إلى 3.7 مليون مشروع من المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، من المتوقع أن يساهم ذلك في تحسين سبل العيش لأولئك الذين يعملون في صناعة التجزئة والحرف اليدوية مِمَن يعانون من تأثير عدوى فيروس كورونا المستجد."
بالإضافة إلى ذلك، سيتم توفير التعاون الفني من أجل تعزيز الوقاية من العدوى بالفيروس في السجون ومراكز التوقيف والاحتجاز، والتي تعتبر بشكلٍ عام معرضة بشدة لانتشار العدوى، على حد قوله، مؤكدا "سنعمل على دعم إجراءات مكافحة فيروس كورونا المستجد بناءً على التضامن الدولي لليابان، ليس فقط في مصر، ولكن أيضًا في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا."
وبسؤاله عن كيفية قضائه الوقت خلال حظر كورونا، قال السفير ماساكى "إن عدم التمكن من مقابلة الأشخاص كان شيء صعب التحمل، لكنني تمكنت من التواصل مع العديد من الأشخاص من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وشعرت وعلى غير المتوقع، أن العالم الخاص بي قد اتسع. ومن الأشياء الجيدة أيضًا أنني تمكنت من قراءة العديد من الكتب التي كنت أرغب في قراءتها. على سبيل المثال، وفيما يخص الأعمال الروائية، قرأت أعمال نجيب محفوظ، وفي مقدمتها رواية الحرافيش."
وأضاف قائلا: كما قمت بالبحث والتعلم مجددًا عن الأوبئة وعلاقتها بالتاريخ القديم. ولفت انتباهي واهتمامي كثيرًا حقيقة أن الأوبئة قد ظهرت وانتشرت في عهد أمنحوتب الثالث وتوت عنخ أمون ورمسيس الثاني، وأن هناك احتمال أنه قد كان لها تأثير في تاريخ مصر.
وأعرب عن خالص احترامه وتقديره تجاه العاملين بالقطاع الطبي الذين قاموا بمكافحة فيروس كورونا، معرضين بذلك أنفسهم لخطر الإصابة بعدوى الفيروس.
وقال "دعونا نعمل جميعًا معا من أجل تجاوز هذه الأزمة، من خلال اتخاذ إجراءات الوقاية بعناية، وفي مقدمتها الالتزام بارتداء الكمامة، والالتزام بالتباعد الاجتماعي، والتعرف على المعلومات والمعارف الصحيحة عن الفيروس".
وأضاف "دعونا نتعرف على نقاط الضعف البشرية ونعمل على تعزيز التعاون الدولي من أجل السلام. فعلى مدار تاريخ البشرية، حصدت الأوبئة العديد من الأرواح البشرية أكثر بكثير من الحروب. حتى في حالة فيروس كورونا المستجد، نجد أنه حتى الآن لقي ما يقرب من 900 ألف شخص حتفهم بالفعل جراء العدوى به. في مثل هذا الوقت العصيب، لا يمكننا أبدًا أن نتسامح مع مَن يحاولون الاستفادة من ضعف الأشخاص الآخرين أو البلدان الأخرى. وستبذل اليابان المزيد من الجهود الدبلوماسية السلمية التي تم تعزيزها حتى الآن".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة