تطورات متسارعة ومتلاحقة بالمشهد اللبناني منذ أن وقع انفجار مرفأ بيروت الثلاثاء الماضى، فعقب الاحتجاجات التي شابها عنف واشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن أمس، نشبت مواجهات أخرى اليوم بين متظاهرين وقوات الأمن اللبناني في محيط البرلمان وسط بيروت، وقبلها شهدت شوارع وسط العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الأحد، حالة من الهدوء الحذر عقب الاشتباكات والمواجهات الحادة التي وقعت أمس بين المتظاهرين والقوى الأمنية، على خلفية الاحتجاجات الغاضبة من تداعيات الانفجار المدمر الذى تعرضت له بيروت يوم الثلاثاء الماضى، فى ظل تدهور حاد فى مختلف الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والمالية.
ومن جهة أخرى أعلنت وزيرة الإعلام اللبنانية منال عبد الصمد، اليوم الأحد استقالتها من حكومة حسان دياب.
وقالت الوزيرة في بيان لها: "أعتذر من اللبنانيين الذين لم نتمكن من تلبية طموحاتهم، التغيير بقي بعيد المنال وبما أن الواقع لم يطابق الطموح وبعد هول كارثة بيروت أتقدم باستقالتي من الحكومة".
وكان رئيس الحكومة قال في كلمة متزامنة مع احتجاجات شعبية، إنه سيطرح غدًا الإثنين على مجلس الوزراء إجراء انتخابات نيابية مبكرة، مشددًا على أنه لا يمكن أن يخرج لبنان من أزمته البنيوية إلا بإجراء انتخابات نيابية مبكرة لإنتاج طبقة سياسية جديدة، وقال: "أنا مستعد لتحمل المسئولية لشهرين كي يتفقوا على حل الأزمة".
وقدم دميانوس قطار، وزير البيئة والتنمية الإدارية أيضًا استقالته رسميًا لرئيس الحكومة حسان دياب، وأعلن النائب في البرلمان اللبنانى نعمة إفرام استقالته من مجلس النواب على خلفية انفجار بيروت، وتعد هذه الاستقالة السادسة لنائب لبنانى من البرلمان منذ وقوع انفجار مرفأ بيروت، حيث استقال 5 نواب آخرين منذ وقوع الحادث، هم نواب حزب "الكتائب" برئاسة سامي الجميل والنائبة بولا يعقوبيان، وعضو كتلة جنبلاط النيابية مروان حمادة.
شوارع بيروت
ومن جهة أخرى شهدت شوارع وسط العاصمة اللبنانية بيروت، أمس الأول ليلة احتجاجات دامية واشتباكات عنيفة بين المتظاهرين الثائرين ضد الفساد وقوات الأمن، وقال الصليب الأحمر اللبنانى، إن 55 شخصًا من المتظاهرين نقلوا إلى المستشفيات لتلقى العلاج، مشيرًا إلى أن 177 شخصًا تم علاجهم وخروجهم من المستشفيات القريبة من المظاهرات.
كما اقتحم المتظاهرون في وسط العاصمة اللبنانية بيروت، مقر جمعية المصارف، وتم إضرام النيران فيها.
وأعقب تلك الاحتجاجات حالة من الهدوء النسبى المشوب بالحذر، وقامت الأجهزة المحلية والبلدية برفع آثار الاشتباكات العنيفة التى وقعت، لاسيما فى نطاق ساحتى الشهداء ورياض الصلح ومحيط ساحة النجمة، حيث مقر مجلس النواب، وجرى إزالة الزجاج المتناثر والحطام والعوائق الخشبية وبقايا الإطارات المطاطية التى أشعلها المتظاهرون وفوارغ القنابل المسيلة للدموع وقنابل المولوتوف.
وقامت فرق التنظيف، بتنظيف الشوارع ورفع المواد المحطمة منها، مستعينة بأعداد كبيرة من عمال النظافة وعربات جمع القمامة، والآلات الرافعة للحطام الثقيل، الذى جرى إحراقه، مستفيدة من أن اليوم هو عطلة الأسبوع الرسمية فضلاً عن خلو الشوارع من تجمعات المحتجين وحالة الهدوء فى حركة السير.
مبادرات مساعدة الأسر المتضررة
من ناحية أخرى، بدأت عدد من الجمعيات الأهلية مبادرات لمساعدة الأسر والعائلات المتضررة جراء الانفجار المدمر الذى لحق ببيروت، حيث شوهد أفراد فى مناطق متفرقة من العاصمة وقد أقاموا مظلات وخيام كبيرة تحمل أطعمة وأدوية ومستلزمات طبية وإسعافات لتقديمها للمواطنين المنكوبين بسبب الانفجار فى ميناء بيروت البحري.
وبدا لافتًا أن عددًا كبيرًا من المواطنين اللبنانيين يتوافدون على "مراكز المساعدات"، التى أقامتها تلك الجمعيات والمؤسسات الأهلية بعدد من الساحات فى سبيل الحصول على المعونات والمساعدات التى تقدمها، حيث قالوا إنهم تضرروا بشدة جراء انفجار العاصمة، ما بين من تعرضت منازلهم للانهيار الكُلى أو الجزئى أو تعرض ممتلكاتهم للضرر والتحطم والحرق، فضلاً عن الإصابات العديدة التى لحقت بهم وأفراد أسرهم جراء الانفجار وعدم توافر الأموال لديهم لتوفير احتياجاتهم الضرورية.
شحنة نترات الأمونيوم
من جانبه أكد الرئيس اللبنانى السابق ميشال سليمان، أن شحنة "نترات الأمونيوم" شديدة الانفجار التى تسببت فى التفجير المدمر بالعاصمة بيروت، أُفرغت فى مستودعات ميناء بيروت البحرى أواخر عام 2014، أى خلال فترة الشغور بموقع رئاسة الجمهورية.
وأعرب الرئيس اللبنانى السابق فى بيان له اليوم الثلاثاء، عن دهشته الشديدة إزاء وقوع بعض المسئولين اللبنانيين "فى أرفع المناصب" بأخطاء فى التواريخ مما خلق التباسا لدى اللبنانيين وأفسح المجال أمام تقاذف المسئوليات عن واقعة الانفجار المدمر الذى حدث يوم الثلاثاء الماضي.
وشدد على أن حديث رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب، عن أن مادة نترات الأمونيوم المتفجرة، أُفرغت فى مستودعات الميناء قبل 7 سنوات، غير صحيح، داعيًا المسئولين اللبنانيين إلى تحمل المسئولية عن التقصير الذى تسبب فى تدمير بيروت.
على صعيد متصل، جدد الرئيس السابق ميشال سليمان دعوته أن يضع مجلس الأمن يده على ملف انفجار العاصمة بيروت، فى ضوء احتمال ارتباط الانفجار بـ "الإرهاب الدولي" وأن تُجرى تحقيقات مع الجهات المصدرة والمرسلة إليها مادة نترات الأمونيوم ووجهة الاستعمال، والتحقق من احتمالات حدوث قصف إسرائيلى أو عملية تخريبية، وتفنيد المحتويات على ضوء قياس قوة الانفجار وكشف الملابسات وتحديد المسئوليات.
الاستقالات تتوالى
وعلى صعيد متصل أعلن النائب في البرلمان اللبناني نعمة إفرام استقالته من مجلس النواب على خلفية انفجار بيروت، وتعد هذه الاستقالة السادسة لنائب لبناني من البرلمان منذ وقوع انفجار مرفأ بيروت.
وقال النائب: "أعلن استقالتي من مجلس النواب وتعليق نشاطي النيابي إلى حين الدعوة إلى جلسة لتقصير ولاية المجلس والدعوة الى انتخابات نيابية مبكرة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة