نشاهد معا، اليوم، صورة التقطها الزميل حسن محمد لمدينة لقاهرة العظيمة الضاربة بجذورها العميقة في قلب التاريخ والممتدة بأذرعها في الحاضر والناظرة بأعينها إلى المستقبل.
فى البداية علينا معرفة المكان الذى التقطت منه الصورة، إنها قلعة صلاح الدين الأيوبى، واستطاع حسن محمد بعدسة الكاميرا أن يمتد إلى أطراف الجيزة ليجعل تاريخ مصر واقعا ملموسا يختصر تاريخ المدينة الذى يصعب اختصاره، إننا واقعين بين حضارتين (الفرعونية والإسلامية) مرروا بالمنطقة المهمة الواقعة فيها الحضارة القبطية، فيما يشكل شخصية مصر المتكاملة.
كما تكشف الصورة من جانب مهم أنه لا شىء يعلو فوق الحضارة، فرغم انتشار المبانى عبر الأزمنة لكن مصر المحروسة المحاطة بالحضارة تثبت أنها تصحب تاريخها معها وتسير ناحية المستقبل، فتبدو القاهرة فى اللوحة جميلة، هناك ظهير صحراوى يوحى بأن البراح لا يزال له مكان وأن المستقبل لا يزال محتفظا بمساحته فى الأرض.
وتشير الصورة أيضا بتداخل المباني واقترابها إلى الحميمية التي تتميز بها المدينة طوال تاريخها الذى يدل على طبيعة أهلها في التواصل والرغبة في الحياة قرب منابع حضارتها.
وتتميز هذه الصورة بالخصوصية، بمعنى أن العين بمجرد وقوعها عليها تعرف أنها مصر، الأهرامات علامة راسخة للشخصية المصرية، لذا لا تهتموا كثيرا بمن يتحدث عن فضائيين أو شياطين وراء بناء هذا الصرح العظيم الباقى للأبد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة