مرج دابق، معركة بين المماليك والعثمانيين، قرب حلب فى سوريا، وفى مثل هذا اليوم 24 أغسطس من عام 1516م، ألتقى الفريقان، لتندلع المعركة، كان قائد الممماليك "قنصوة الغورى" والعثمانيين يقودهم "سليم الأول" الذى اعتمد انتصاره فى المعركة بسبب الخيانة.
معركة مرج دابق
كانت العلاقة بين المماليك والعثمانيين فى بداية الأمر بينهما موده وتحالف، والدليل على ذلك اشتراكهم فى حرب البرتغاليين، ولكن نشبت الخلافات مع بداية مواجهة السلطان سليم الأول والشاه إسماعيل الصفوى سلطان فارس، حيث كان يسعى كل منهما للتحالف مع المماليك فى مواجهة الطرف الأخر.
كان الشاه إسماعيل الصفوى، يرسل رسائل إلى قنصوة الغورة ليحذه من خطورة التحالف مع سليم الأول على ملكه وبين له أن عدم تحالفهم سيمكن السلطان سليم من الاستفراد بالواحد تلو الآخر والقضاء عليه خصوصاً مع توقيعه للهدنة مع الأوروبيين، ولكن كان السلطان سليم الأول يحث قنصوة الغورى على التحالف ضد أعداء الدين من الشيعة، ويحذره من طموح الصفويين نحو حلب والشام، ولكن لم يرد عليه قنصوة الغورى.
وراسل سليم الأول علاء الدولة أمير سلالة ذا القدر التركمانية ليطالبه بمساعدته فى حرب الصفويين فاعتذر منه علاء الدولة متعللاً بكبر سنه ووقوعه تحت حماية المماليك لكن بعد انصراف الجيش العثمانى هاجمت قوات علاء الدولة مؤخرة الجيش العثمانى، وهنا اختلاف المؤرخون حول وقع ذلك بأمر من قنصوه أم لا، حيث أن الأخير أرسل رسالة شكر لعلاء الدولة يطالبه فيها بالاستمرار فى مناوشة السلطان سليم.
معركة مرج دابق
وكتب السلطان سليم خطاب أرسله للسلطان قنصوه يعلمه فيها بفعلة علاء الدولة فرد عليه السلطان قنصوه بأن علاء الدولة عاص، من هذه اللحظة تربص السلطان سليم بالسلطنة المملوكية وأيقن الناس أن كلاهما يخزن للآخر شراً.
من جهته حاول قنصوة الغورى تهدئة الوضع بينه وبين سليم الأول وخصوصًا بعد انتصار الأخير فى معركة جالديران فعرض عليه التوسط فى الصلح بينه وبين الشاه إسماعيل، ولكن سليم الأول أهان الرسل وعاملهم معاملة سيئة، ثم جمع وزرائه وقادة جيشه وذكرهم بفعلة علاء الدولة الخاضع للمماليك ورفض المماليك التعاون معهم فى حرب الصفويين، ولهذا اتخذ قرار بإعلان الحرب على المماليك على أن يرسل رسالة إلى السلطان قنصوة الغورى يعرض عليه الدخول فى طوع السلطان سليم، وكان الغرض من الرسالة جر قنصوة إلى الحرب.
وخرج السلطان قنصوه بجيش كبير من مصر لتفقد قواته الموجودة فى سوريا، وحتى يستعد لأى تحرك عثمانى بينما خرج السلطان سليم على رأس جيشه من إسطنبول قاصداً بلاد الشام.
معركة مرج دابق
بعد أن علم قنصوة بخروج سليم وجيشة لملاقاته، ارسل رساله إلى جان بردى الغزالى وإلى حمص حتى يجمع قواته ومعه امراء الشوف ولبنان ويوافيه عند سهل مرج دابق فاستجاب له وتجمع بقواته هناك، إلى جانب تجمع لديه جيش من دمشق بقيادة سيباى.
أما خاير بك والى حلب فكان على اتصال بالعثمانيين واقنعوه بخيانة قنصوة على وعد بحكم مصر، وعلى الرغم من تلقى قنصوة التحذير مرتين من خيانة خاير بك من قبل من الأمير سيباى حاكم دمشق، إلا أنه رفض عقابه، بسبب عدم تشتت قلوب الأمراء قبل ملاقة العثمانيين.
المعركة
عندما ألتقى الجيشان قام فرسان المماليك بهجوم خاطف على الجنود العثمانيين فزلزلوهم واضطربت صفوفهم، حيث هاجم رماة السهام من فرسان المماليك حملة البيارق من العثمانيين ثم التفوا لمهاجمة حملة البنادق الموسكيت والقربينات، واستبسل الجنود المماليك واظهروا الشجاعة، لدرجة أن سليم الأول فكر فى تجديد الهدنة بعد الخسائر الفادحة التى نزلت بجيشه.
ولكن بفضل خائر بك والى حلب، الذى قائد بخيانته المسيرة للعثمانيين، ولم يكتف بذلك بل شتت صفوف المماليك وقلل من عزيمتهم نحو الانتصار، بإشاعة خبر كاذب عن قتل قنصوة الغورى، وتم انتصار العثمانيين بعد تكثيف الضرب بمدافعهم وقُتل قنصوه الغورى، ولم يتم العثور على جثته، وقيل أن أحد جنوده قطع رأسه ودفنها، حتى لا يتعرف عليه أحد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة