تشتعل الأزمة في بيلاروسيا، في ظل تشديد الرئيس ألكسندر لوكاشينكو على التعامل بحسم وصرامة مع المعارضين فيما توعدت المعارضة برحيل الرئيس، وفى هذا السياق أصدر رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، تعليماته إلى القيادة العسكرية للبلاد باستخدام "إجراءات صارمة" من أجل حماية أمن ووحدة أراضى البلاد، وأصدر لوكاشينكو هذه التعليمات أثناء زيارته إلى موقع التدريب العسكرى بالقرب من مدينة غرودنو.
ووفقا لما نشر على موقع قناة "روسيا اليوم" الإخبارية، دعا الرئيس البيلاروسى وزير الدفاع وقائد العمليات الغربية إلى بذل كل جهد "لحماية اللؤلؤة الغربية لبيلاروسيا ومركزها فى غرودنو" وقال لوكاشينكو، إن الأحداث التى تشهدها بلاده تسير وفق "خطة الثورات الملونة" بمشاركة "عامل خارجي"، متابعا: كما توقعنا، كل شيء يسير وفق خطة الثورات الملونة، مع تأجيج الوضع السياسى الداخلى فى البلاد.
وكلف الرئيس البيلاروسى، القيادة العسكرى للدولة باتخاذ أشد التدابير من أجل الحفاظ على وحدة أراضى الدولة كما اتهم الرئيس البيلاروسى الدول الغربية بالتدخل المباشر بالوضع فى الدولة، مؤكدا وجود محاولات لدفع بيلاروسيا للمشاركة فى مباحثات بصيغة منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، ونقلت وكالة الأنباء البيلاروسية عن لوكاشينكو: "الأعمال والخطابات للدول الغربية هى تدخل مباشر بالوضع فى بيلاروس".
وتابع: "الحديث يدور عن تمويل مشاركتنا فى المفاوضات بصيغة منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، ومن المعروف ما الغرض وراء ذلك"، قائلا: "تحرك قوات الناتو إلى حدودنا يأتى بغرض محاولة جلب رئيس جديد إلى هنا".
في المقابل اعتبرت زعيمة المعارضة البيلاروسية، سفيتلانا تسيخانوسكايا، أن رئيس البلاد، ألكسندر لوكاشينكو، سيضطر للرحيل عن كرسي الحكم "عاجلا أم آجلا".
وقالت تيخانوفسكايا، المقيمة حاليا في ليتوانيا، إن شعب بلادها "لن يسمح للوكاشينكو بمعاملته مثلما كان الحال في الماضي وإن الرئيس سيضطر للرحيل إن عاجلا أم آجلا"، موضحة أنها تتلقى اتصالات كثيرة من زعماء دول مثل بريطانيا وألمانيا وأن كل ما تطلبه منهم هو دعم شعب بيلاروسيا واحترام سيادة البلاد.
ولفتت زعيمة المعارضة البيلاروسية، إلى أنها تشعر بالأمان في ليتوانيا المجاورة وأن حرسا شخصيا يتولى حمايتها، لكنها امتنعت عن الإدلاء بمزيد من التصريحات بخصوص الأمن المتوفر لها، فيما أعربت عن أملها في أن تعود إلى بلادها "في يوم ما".
وتشهد بيلاروسيا مظاهرات احتجاج حاشدة، وتم فى الأيام الأولى، قمع هذه الاحتجاجات من قبل قوات الأمن التى استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطى ضد المتظاهرين الذين لم يعترفوا بنتائج الانتخابات التى جرت مؤخرا فى بيلاروس وفاز فيها الرئيس لوكاشينكو وبحسب البيانات الرسمية، تم اعتقال أكثر من 6.7 ألف شخص فى الأيام الأولى، كما ذكرت وزارة الشؤون الداخلية للجمهورية، أن أعمال الشغب أسفرت عن أصابة مئات الأشخاص، بينهم أكثر من 120 من عناصر حماية القانون، ومصرع ثلاثة متظاهرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة