"مفيش فايدة" إحدى العبارات الشهيرة التى نسبت للزعيم الراحل سعد زغلول، حيث يرددها معظم المصريين، تهكمًا أو يأسًا، دون معرفة التوقيت الذى قال فيه قائد ثورة 1919 هذه الجملة، ولمن كان يوجهها، وماذا قصد بها؛ إذ لم يعرف زغلول اليأس فى حياته خلال نضاله ضد الاحتلال.
تمر اليوم الذكرى الـ100، على اجتماع بين الوفد المصرى بزعامة سعد زغلول والوفد البريطانى وذلك لوضع صيغة الاعتراف باستقلال مصر، إذا اجتمع الوفد فى 18 أغسطس 1920، وبعد نحو عام من انطلاق ثورة 1919.
الخلاف حول حقيقة المقولة المأثورة لا ينتهى؛ هناك من ينسبها للزعيم خلال خلافه مع عدلى يكن، وآخرون يرجعونها إلى إطلاقها خلال تعثر مفاوضاته مع الإنجليز، لكن قبل أيام خلال ندوة لإحياء مئويته ذهب البعض بالقول أن زعيم الأمة لم يقل تلك العبارة مطلقًا.
أما الرواية الأقرب للتصديق ويرجحها مؤرخون، هو أن سعد باشا قال تلك العبارة لزوجته صفية زغلول قبل وفاته، حين شعر بأنه يحتضر، ولا فائدة من الدواء، وأكد ذلك شيخ الصحفيين حافظ محمود، حيث كتب فى أحد مقالاته أن فى تلك الرواية مغالطة تاريخية، حيث إن فقدان الأمل فى قضية مصر لم يتسلل أبدا إلى زعيم الأمة، ورأى أن حقيقة مقولة "مفيش فايدة" جاءت حين قدمت زوجته صفية زغلول له الدواء قبل لحظات من وفاته فقال لها العبارة لشعوره بقرب أجله، وطالبها بألاّ تعطيه مزيدا من الدواء لأنه لن يأتى بأى نتيجة، وحالته تزداد سوءا.
واستشهد حافظ محمود فى رأيه الذى كتبه فى أول مقال له بعد توليه رئاسة تحرير جريدة السياسة الأسبوعية عام 1937، بصفية زغلول التى كانت لا تزال على قيد الحياة وأكدت تلك الواقعة، وقال "إن فقدان الأمل فى قضية مصر لم يتسلل أبدا إلى الزعيم الجليل الذى قال مفيش فايدة إلى قرينته".
لكن البعض يطرح فكرة أنه إذا قيلت هذه العبارة فى لحظات خصوصية بين رجل وزوجته، فكيف انتقلت هذه الكلمة إلى المصريين؟! كما أن أحمد بهاء الدين، روى فى كتابه "أيام لها تاريخ"، أن سعد مرض فى قريته وعندما أدركه الموت، لفظ آخر كلماته هامسًا: أنا انتهيت! مرجحا أن تكون العبارة قيلت فى لحظة يأس أثناء وجوده بالمنفى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة