تمر اليوم ذكرى ميلاد "فرانس كافكا" الذى ولد فى 3 يوليو من عام 1883، ومؤخرا، كلما حضرت سيرة كافكا، نتذكر كيف سرقت إسرائيل تراثه واستولت عليه.فى شهر مايو من عام 2015 تسلم جيش الاحتلال الإسرائيلى 5 آلاف وثيقة ومستند ترجع للأديب التشكيى الشهير فرانز كافكا وصديقه ماكس برود، حيث ادعت دولة الكيان الصهيونى أنها الأحق بتراث أى أديب أو عالم يهودى بغض النظر عن بلاده الأصلية.
هذا الاستيلاء لم يحدث فجأة، فمنذ سنوات، قامت محكمة الأسرة فى تل أبيب بإطلاق حكم يقضى بنقل إرث كافكا الأدبى وصديقه ماكس برود إلى المكتبة الوطنية الإسرائيلية، والسبب الذى أعلنته المحكمة هو أنها تود بفعلها هذا تحقيق أمنية برود بنشر كتابات صديقه فى إسرائيل، ونقلها للعبرية لكل محبّيه هناك.
فالإسرائيليون بشكل عام إلى كافكا وأدبه باعتباره ملكًا لهم، ومخلصا للصهيونية وأدبها، والسبب فى ذيوع وانتشار هذا الادعاء بأن كافكا صهيونى هو وأدبه، يرجع إلى ماكس برود، صديقه المقرب.
فماكس برود هو من سوق كافكا على هذا النحو، وأراد أن يراه العالم هكذا، طمعًا فى خدمة الحركة الصهيونية، تبدأ من ماكس برود، صديق كافكا، حيث هاجر إلى تل أبيب بعد أن أنقذ أوراق كافكا من النازيين ومنها قصص المسخ والقلعة وأمريكا، ثم بعد أن توفى 1968 انتقلت ملكية أوراق وأرشيف كافكا إلى سكرتيرة صديقه، إستير هوف، والتى تاجرت ببعض الأوراق والمخطوطات وكسبت منها الملايين ومنها مخطوطة رواية "المحاكمة"، ومنها أيضاً رسالة أرسلها كافكا لصديقه ماكس بيعت بمبلغ 82 ألف يورو، وأصبح كافكا بين ليلة وضحاها الدجاجة التى تبيض ذهباً، هذا الفقير الشريد المعلول الذى تلخص قصة المسخ حياته الضائعة، الإنسان الذى استيقظ صباحاً فوجد نفسه مجرد "صرصار" كسيح مسجون فى سريره!!
توفيت السكرتيرة إستير فى 2007 عن مائة عام، وتركت وثائق كافكا فى خزينة سويسرية لابنتيها روث وإيفا، وكانت القضية المرفوعة أمام المحكمة الإسرائيلية تطالب هاتين السيدتين بالإفراج عن هذه الوثائق لأنها من حق الجمهور والقراء، وهو ما تم خلال الأيام القليلة الماضية بالفعل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة