100 كتاب عالمى.. "إلى الفنار" صراعات فرجينيا وولف مع مظاهر الإنسانية

الإثنين، 27 يوليو 2020 01:00 ص
100 كتاب عالمى.. "إلى الفنار" صراعات فرجينيا وولف مع مظاهر الإنسانية غلاف الرواية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رواية "إلى الفنار" واحدة من أهم وأشهر روايات الأديبة البريطانية الشهيرة فرجينيا وولف، والتى صدرت عام 1927، ترتكز الرواية على آل رامزى وزياراتهم إلى جزيرة سكاى فى اسكتلندا بين عامى 1910 و 1920، واعتبرت من ضمن أفضل 100 عمل أدبى على مر العصور وفقا لمكتبة بوكلوين العالمية.
 
اتبعت وولف نطاق الروائيين الحداثيين مثل مارسيل بروست وجيمس جويس ووسعت فيه، وتمتاز حبكة الرواية بالتأمل الفلسفى، واستشهد بها كمثال رئيسي في الأسلوب الأدبي المعروف باسم سيل الوعي، الرواية تقريبا خالية من الحوارات والأحداث؛ وهي في مجملها أفكار وملاحظات. تشير الرواية إلى عواطف الطفولة وتسلط الضوء على علاقات الكبار. من أهم مواضيع واستعارات الكتاب نجد الخسارة، والذاتية، ومشكلة الإدراك.
 
ومثل غيرها من روايات وولف (1882-1941) تحتوى "إلى الفنار" تفاصيل وملامح من حياتها الشخصية؛ تعامل والدها الخانق كان شبيهاً بما قدمته فى الرواية من ضغط للسيد رامزى (الأب) وسيطرة على حياة أطفاله، كما أن وفاة السيدة رامزى مبكراً فى المراحل الأولى من الرواية مقاربة لوفاة والدتها وشقيقتها ستيلا الأمر الذى ترك وولف فى حالة من الحداد العميق والذى لا ينتهى.
 
ولكن ستكون هذه قراءة سطحية لو اكتفينا بالقول إن "إلى المنارة" تصوير لما حدث لولف بعد فقدان والدتها وفترة حدادها الأولى، فالرواية التى صدرت ترجمة جديدة لها إلى العربية عن "دار الرافدين" أنجزتها المترجمة الأردنية إيمان أسعد، هو عمل تأمّل ممتد فى العلاقة بين الفن والحياة من خلال شخصية ليلى الرسامة، كما تقدم نقداً لاذعاً للهياكل العائلية الفيكتورية المتأخرة.
 
فى الرواية تلعب وولف لعبتها بالزمن، فنجد الفصل الأول من العمل يدور فى سبع ساعات، أما فى الفصل الثانى فتختصر فيه عشرين سنة. وفى الحقيقة إن من أهم ثيمات الرواية التفكير فى الزمن، فلا يتم اختبار الوقت يتم اختبار الوقت بشكل تقليدى فى الرواية، بدلاً من ذلك، يتم إرساء الوقت فى لحظات محددة معينة، فيُقاس الوقت بما تمر به الشخصيات.
 
من الثيمات الأخرى الأساسية فى عمل وولف هذا؛ الذاكرة والماضي، الجندر، الحب، التلاعب والزيف، الزواج والتقدير، الهوية والصداقة، والنظام والقوانين، ورغم أهمية عمل وولف هذا إلا أنه لم يلق الشهرة التى لقيتها "دالوي" الشخصية التى غطّت على باقى الشخصيات المهمة أيضاً والمؤثرة التى تملأ روايات وولف.
 
تحولت رواية "إلى المنارة" إلى فيلم عام 1983، وأعدها مخرجون عالميون للمسرح فى أكثر من تجربة، وأجريت حولها دراسات مختلفة تدرسها كنموذج على الحداثة والذاتية فى الأدب الإنجليزى.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة