من هو "سبأ" وهل بشر بمجىء الرسول قبل الإسلام؟.. ما يقوله التراث الإسلامى

السبت، 25 يوليو 2020 05:00 م
من هو "سبأ" وهل بشر بمجىء الرسول قبل الإسلام؟.. ما يقوله التراث الإسلامى كتاب البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كيف كان الحال فى جزيرة العرب قبل مجيئ الإسلام، ما الذى يقوله التراث عن سبأ في اليمن، هل كان رجلا أم أنه اسم مكان؟

يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان "قصة سبأ":

قال علماء النسب ومنهم محمد بن إسحاق: اسم سبأ عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان، قالوا: وكان أول من سبى من العرب فسمى سبأ لذلك، وكان يقال له: الرائش، لأنه كان يعطى الناس الأموال من متاعه.
 
قال السهيلى: ويقال إنه أول من تتوج.
 
وذكر بعضهم أنه كان مسلما، وكان له شعر بشر فيه بوجود رسول الله ﷺ، فمن ذلك قوله:
سيملك بعدنا ملكا عظيما * نبى لا يرخص فى الحرام
ويملك بعده منهم ملوك * يدينون العباد بغير ذام
ويملك بعدهم منا ما ملوك * يصير الملك فينا باقتسام
ويملك بعد قحطان نبى * تقى جبينه خير الأنام
يسمى أحمدا يا ليت أنى * أعمر بعد مبعثه بعام
فأعضده وأحبوه بنصرى * بكل مدجج وبكل رام
 
متى يظهر فكونوا ناصريه* ومن يلقاه يبلغه سلامي
حكاه ابن دحية فى كتابه (التنوير) فى مولد البشير النذير.
وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا ابن لهيعة، عن عبد الله بن دعلة، سمعت عبد الله بن العباس يقول:
إن رجلا سأل النبى ﷺ عن سبأ ما هو: أرجل أم امرأة أم أرض؟
قال: "بل هو رجل، ولد عشرة فسكن اليمن منهم ستة، وبالشام منهم أربعة، فأما اليمانيون: فمذحج، وكندة، والأزد، والأشعريون، وأنمار، وحمير، وأما الشامية: فلخم، وجذام وعاملة، وغسان".
 
وقد ذكرنا فى التفسير أن فروة بن مسيك الغطيفي، هو السائل عن ذلك، كما استقصينا طرق هذا الحديث وألفاظه هناك، ولله الحمد
والمقصود أن سبأ يجمع هذه القبائل كلها، وقد كان فيهم التبابعة بأرض اليمن، وأحدهم تُبَّع، وكان لملوكهم تيجان يلبسونها وقت الحكم، كما كانت الأكاسرة ملوك الفرس يفعلون ذلك.
 
وكانت العرب تسمى كل من ملك اليمن مع الشحر وحضرموت تُبَّعا، كما يسمون من ملك الشام مع الجزيرة قيصر، ومن ملك الفرس كسرى، ومن ملك مصر فرعون، ومن ملك الحبشة النجاشي، ومن ملك الهند بطليموس.
وقد كان من جملة ملوك حمير بأرض اليمن بلقيس، وقد قدمنا قصتها مع سليمان عليه السلام، وقد كانوا فى غبطة عظيمة، وأرزاق دارة، وثمار وزروع كثيرة، وكانوا مع ذلك على الاستقامة والسداد وطريق الرشاد، فلما بدلوا نعمة الله كفرا أحلوا قومهم دار البوار.
 
قال محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه: أرسل الله إليهم ثلاثة عشر نبيا. وزعم السدى أنه أرسل إليهم اثنى عشر ألف نبي، فالله أعلم. والمقصود أنهم لما عدلوا عن الهدى إلى الضلال، وسجدوا للشمس من دون الله، وكان ذلك فى زمان بلقيس وقبلها أيضا، واستمر ذلك فيهم حتى أرسل الله عليهم سيل العرم، كما قال تعالى: { فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِى إِلَّا الْكَفُورَ } [سبأ: 16-17] .
 
ذكر غير واحد من علماء السلف والخلف من المفسرين وغيرهم، أن سد مأرب كان صنعته أن المياه تجرى من بين جبلين، فعمدوا فى قديم الزمان فسدوا ما بينهما ببناء محكم جدا، حتى ارتفع الماء فحكم على أعالى الجبلين، وغرسوا فيهما البساتين والأشجار المثمرة الأنيقة، وزرعوا الزروع الكثيرة.
 
ويقال: كان أول من بناه سبأ بن يعرب، وسلط إليه سبعين واديا يفد إليه، وجعل له ثلاثين فرضة يخرج منها الماء، ومات ولم يكمل بناؤه، فكملته حمير بعده، وكان اتساعه فرسخا فى فرسخ.
 
وكانوا فى غبطة عظيمة، وعيش رغيد، وأيام طيبة، حتى ذكر قتادة وغيره أن المرأة كانت تمر بالمكتل على رأسها ؛ فتمتلئ من الثمار ما يتساقط فيه من نضجه وكثرته.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة