أكد الخبير الأمريكى البارز مايكل روبين، أن مصر محقة فى مواجهة تركيا فى ليبيا، وقال إن تصرفات أنقرة وإرسالها إرهابيين سوريين وربما صوماليين إلى المسرح الليبى جعل القاهرة بلا خيارات أخرى، داعياً واشنطن إما لإعادة تأكيد قيادتها فى مكافحة الإرهاب أو دعم حلفائها الراغبين فى القيام بذلك، وبمقدمتهم مصر.
وفى مقال له نشره موقع "ذا ناشيونال إنترست"، قال روبين الخبير البارز فى معهد إنتربرايز الأمريكى والمتخصص فى الشأن التركى، والذى سبق له العمل بالخارجية الأمريكية، إن التدخل التركى فى ليبيا كان طويلا ومقوضا للاستقرار، مشيرا إلى أن التحقيقات الخاصة بقتل السفير الأمريكى فى بنغازى عام 2012 أشارت إلى أن تركيا كانت على علم مسبق بالهجوم على القنصلية الأمريكية، وأن السفير التركى فى ليبيا كان قد التقى نظيره الأمريكى ستيفنز لتوه، وقاد سيارته أمام حشد من المتشددين لكنه لم ينذر السفير أو فريقه الأمنى.
وتابع روبين قائلا إنه فى حين أن رئيس تركيا رجب طيب أردوغان تعاطف مع الفصائل المتشددة فى ليبيا منذ البداية، إلا أنه كان على استعداد أن يترك ليبيا لمصر طالما كان محمد مرسى، الرئيس الإخوانى، يحكم مصر. وبعد الإطاحة بمرسى، تحولت مصر من حليفة إلى عدو لتركيا، وظلت أحداث سوريا تستهلك أردوغان.
وأكد الكاتب أن الإيديولوجية الداعمة للإرهاب والتطرف توجه سياسة أردوغان الخارجية، لكنها ليس ركيزتها الوحيدة، فالتجارة مهمة أيضا حيث يرافق رجل الأعمال الأتراك اردوغان فى السفر إلى الخارج، فخلال العام الذى قضاه مرسى فى حكم مصر قام باستثمارات سواء فى شكل مساعدات أو عقود عمل، ليخسرهم بعد الإطاحة بالأخير.
وفيما يتعلق باحتمالات التدخل المصرى فى ليبيا، قال روبين إن التهديدات التى تواجهها مصر من الإرهابيين الذين تدخلهم تركيا إلى ليبيا من سوريا والصومال تشكل تهديدا حقيقيا لمصر.
وخلص الكاتب فى النهاية إلى القول بأنه بعد سنوات من التقاعس الدولى لمواجهة رعاية تركيا المتزايدة للإرهاب، فإن مصر تتقدم الآن بشكل استباقى ومسئول. وببساطة مصر محقة فى مواجهة تركيا فى ليبيا، فتصرفات تركيا وإدخالها للمتطرفين لم يدع للقاهرة أى خيار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة