رغم الظروف التى يمر بها العالم، ومن بينهم مصر، من تفشى فيروس كورونا المستجد، إلا أن وزارة السياحة والآثار تعمل على إتمام المشروعات الأثرية المفتوحة، مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس، ومن بين هذه المشروعات عملية نقل مركب خوفو الثانية، إلى المتحف المصرى الكبير.
اجتمع اللواء مهندس عاطف مفتاح، المشرف العام على مشروع المتحف المصرى الكبير، مع لجنة نقل مركب خوفو الأولى، وذلك لدراسة الدراسات الخاصة ومسارات وكيفية نقلها من موقعها فى الوقت الحالى بمنطقة آثار الهرم إلى المبنى الخاص بها بالمتحف المصرى الكبير.
وهناك 3 شركات وطنية ستتولى عملية نقل مركب خوفو الأولى، حيث يتم فى الوقت الحالى الانتهاء من تصميم المبنى الخاص بالمراكب بالمتحف الكبير، بالتزامن مع أعمال نقل المركب.
وقد كشف اللواء عاطف مفتاح، فى تصريحات سابقة لـ "اليوم السابع"، عن الأسباب التى جعلته يفكر فى نقل مركب خوفو الأول من مكانه الحالى إلى المتحف الكبير، وهى أن المبنى الذى يعرض به المركب حاليا، والذى تم إنشاؤه منذ ما يزيد عن ربع قرن ساعد وبشكل ملحوظ على القضاء على الضلع الجنوبى لأهم أثر فى العالم وهو الهرم الأكبر، الأمر الذى عمل بشكل واضح على التشويه البصرى للمنطقة الأثرية، وكذلك وجود المركب فى مبنى يفتقر إلى أسلوب عرض متميز وغير مؤهل لاستقبال ذوى الاحتياجات الخاصة.
وأضاف اللواء عاطف مفتاح، أن فكرة نقل المركب الأول ليست وليدة اليوم، لكنها بدأت منذ فترة كبيرة وانتهت بقيامه بعرض الفكرة على الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى 28 مايو 2019.
وأوضح اللواء عاطف مفتاح، أنه من أهم أولوياته فى عملية النقل هو كيفية تأمين المركب بشكل علمى سليم، مما جعله يعمل 6 أشهر قبل عرض فكرة نقل المركب على إعداد ورشة عمل وعدة اجتماعات لدراسة أنسب الحلول العلمية لنقل المركب بما يضمن سلامته أثناء أعمال التغليف والنقل، موضحا أنه تم تحديد أسلوب وأماكن الفك وإعادة التركيب، وأن أهم مرحلة من مراحل النقل بالنسبة إليه هى المحافظة والتحكم فى درجتى الحرارة والرطوبة وشدة الإضاءة طوال فترة العمل حتى لا يتأثر المركب.
وتابع أنه قام بوضع التصميم الهندسى الجديد للمبنى الذى سيعرض فيه مركب الملك خوفو الأولى والثانية، وذلك بأسلوب يعتمد على مراعاة الدقة والأسلوب العلمى المتميز فى العرض المتحفى.
وفيما يتعلق بالمركب خوفو الثانية، فإن أعمال الترميم مستمرة داخل مركب خوفو الثانية، مع الالتزام بكل توجهات الحكومة المصرية بخفض عدد العاملين، لمنع تفشى فيروس كورونا بصورة أكبر، حيث تم فرض قواعد إجبارة على جميع العاملين بالموقع، إلى جانب إجراءات التعقيم المستمرة بشكل يومى.
كما أن فريق العمل بمشروع المركب نجح حتى الآن فى استخراج ما يقرب من 1272 قطعة خشبية من المركب، بالإضافة إلى العثور على سكين مصنوع من الزران وكذلك عمود جد مصنوع من النحاس.
فريق العمل اليابانى المصرى يستخدم تقنية التصوير ثلاثى الأبعاد فى توثيق القطع الخشبية لمركب خوفو الثانية، وذلك بعد الانتهاء من أعمال الترميم الأولى لها وتعبر هذه التقنية من أفضل الطرق المستخدمة فى أعمال التوثيق، حيث تعطى تفاصيل غاية فى الدقة والوضوح ومن خلالها يمكن رؤية القطعة من جميع الاتجاهات هذا ومن المقرر تصوير حميع القطع تمهيدا لتجميع أجزاء المركب على أجهزة الحاسب الآلى قبل البد فى تجميعها على الواقع والطبيعة، وبذلك يتم التلاشى إلى أخطاء عند التجميع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة