السيد شحتة

دور المساجد والكنائس فى معركة قهر الوباء

الخميس، 02 يوليو 2020 01:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نحن شعب متدين بفطرته يمثل المسجد والكنيسة لنا الكثير، فالروح تظل حبيسة الأسوار حتى لو عاشت فى كون فسيح طالما أغلقت فى وجهها أبواب المساجد والكنائس لأى سبب من الأسباب، لم نتخيل يوما ما أن نشعر فى لحظة من اللحظات بشعور ذلك الطائر الحبيس فى قفصه والممنوع بالقوة من الطيران والتحليق فى فضاء الله الرحب حتى جاء الوباء وتم إغلاق بيوت الله فى الأرض ضمن إجراءات عدة لمواجهة الفيروس فصرنا جميعا مسلمين وأقباط أسرى داخل أقفاص منزلية، محرومون من الذهاب للمساجد والكنائس.

دبت الروح فى الكثير من الأجساد هذا الأسبوع بعد أن عاد المسلمون لمساجدهم والأقباط لكنائسهم بعد عدة أشهر من الانقطاع، وتزامنت العودة مع مجموعة من الإجراءات الاحترازية الواسعة المدى من أجل مواجهة انتشار فيروس العصر.

دموع وخشوع وتضرع وابتهال إلى الله برفع البلاء عن الأرض حتى ينعم الجميع بالسلام والمحبة، هكذا كان مشهد جميع العباد وهم يعودون إلى بيوت الله فى الأرض بعد طول شوق وانتظار.

أحسب أن دور المساجد والكنائس خلال الفترة المقبلة لا يجب أن يقتصر على تأدية الصلوات وإقامة القداسات فقط حيث يجب أن تلعب دورا كبيرا فى نشر الوعى بطرق ووسائل مواجهة الفيروس ومنع انتشاره حتى تعود مظاهر الحياة بصورتها كاملة بعد أشهر عانى الجميع فى ظلها من تبعات الإغلاق والعزل المنزلى .

على الأئمة فى المساجد والقساوسة فى الكنائس أن يغرسوا فى عقول الناس أن المريض بكورونا والذى يخفى إصابته ويتحرك بصورة طبيعية متسببا فى نقل العدوى لكل من يتعامل معه آثم شرعا، ويرتكب ذنبا عظيما فى حق نفسه وفى حق بلده ومجتمعه.

كما يجب عليهم أيضا أن يعلموا الناس أنه كفى بالمرء إثما أن يتاجر فى أوجاع وأمراض الناس ويقوم بإخفاء الأدوية والكحول والكمامات حتى يزيد الطلب عليها ويقوم ببيعها بأضعاف ثمنها الأصلى محققا ثروة من أموال حرام.

أئمتنا وقساوستنا الأجلاء بالله عليكم.. أخبروا المصلين فى المساجد والكنائس أن إيمان الإنسان لا يكتمل إذا لم يأمن جاره بوائقه، وأن على كل منا أن يفتش بين أهله وجيرانه فربما يكون أحد منهم فى محنة تستوجب منا أن نسارع لنجدته حتى نعبر معا ساعة الشدة تلك .

أئمتنا وقساوستنا الأجلاء.. أغرسوا فى قلوب شعبكم مسلميه وأقباطه أن الدين خلق وسلوك وليس مجرد عبادة وهيئة شكلية، وأنه ليس من المروءة فى شىء أن يسخر سليم من مريض أو يتنمر حى على ميت ويحاول منع دفنه جثمانه لمجرد إصابته بمرض قابل للعدوى .

أئمتنا وقساوستنا.. ازرعوا فى قلوب الناس الأمل وأن الله ما جعل داء إلا وخلق له الدواء، وأن الوباء زال يوما ما وأن الدعاء سلاح فعال لدفع البلاء وأن الصدقة تطفئ غضب الرب ولذلك فإن الإكثار من الصدقات ضرورة حتى يعجل الله بالفرج.

أما المصلون ورواد المساجد والكنائس فإن عليهم الالتزام الكامل وهم يتحركون إلى بيوت الله بالإجراءات الاحترازية حتى لا يكونوا مصدرا للعدوى، وعلى كل متجه للمسجد أو الكنيسة أن يفكر فى أنه أذا قصر وكان مصدرا للعدوى لا قدر الله فإنه سيكون سببا فى غلق بيوت الله فى الأرض من جديد .

نسأل الله أن يحفظ مصر وأهلها

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة