قال الناقد الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى جامعة القاهرة، إن التنمر والسخرية والحط من شأن الآخرين، وما يتصل بهذا من سلوكات عدوانية أخرى أصبح التعبير عنها واضحا على وسائل التواصل الاجتماعى، كلها تعبيرات عن توترات أو أشكال لوعى غائب، وجدت لنفسها متنفسا خلال طرائق سهلة وسريعة للتوصيل والنشر.
وأوضح الدكتور حسين حمودة، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أنه من الصعب أن نرد هذه التعبيرات إلى الوسيط الذى يتم نشرها من خلاله، أى إلى وسائل التواصل الحديثة، فهذه الوسائل مجرد أدوات للتوصيل أو للتعبير فحسب، أما ما توصله أو تعبر عنه هذه الوسائل فمرتبط بسلوكات قادت إليها ملابسات اجتماعية وثقافية ونفسية..إلخ، وفى هذه الوجهة يمكن أن نجد تنويعات متعددة على ظواهر كثيرة، منها الفتاوى التى سعى المتطرفون، أو على الأقل غير المؤهلين، لسنوات طويلة، إلى تسييدها باسم الدين، ومنها غياب التواصل الحقيقى الذى تراجع فى العقد الماضى لصالح تواصل آخر افتراضى لا يخلو من أكاذيب وادعاءات وصور نمطية غير حقيقية، ومنها التقنع الزائف بقيم وبأخلاق دون إدراك جوهر هذه القيم، ومنها انحسار قيم التسامح والحوار واحترام الاختلاف والتعدد.. إلخ، بالإضافة إلى المخاوف، التى تزايدت وتفاقمت خلال الشهور الماضية، من مجهول خفى ومراوغ، لا يزال خارج السيطرة.
وأضاف الدكتور حسين حمودة، تستحق كل مظاهر التنمر والعدوانية وما إليهما اهتماما كبيرًا من علماء الاجتماع، وعلماء النفس، والمفكرين والمثقفين، لاستكشاف أبعادها وأسبابها التى قادت إليها، وتستحق أيضا، بالطبع، البحث عن سبل فعالة، وتطبيق حاسم للقوانين الراهنة، أو حتى سن قوانين جديدة، لمقاومة هذه المظاهر، فيما يشبه "حملة" إيجابية نبيلة، طويلة المدى، يشارك فيها، مشاركة متكافئة وواسعة، الأفراد والجماعات، وكل المؤسسات التربوية والثقافية والدينية والتعليمية والإعلامية، وطبعا يجب، مع هذا كله، العمل على تجاوز كل الأسباب التى أدت إلى التنمر والعدوانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة