روى الكاتب الصحفى البحرينى، يوسف محمد أحمد بوزيد، قصة سفره إلى مصر فى السبعينيات، وعلاجه بالمجان فى مستشفى جمال عبد الناصر فى مقاله بصحيفة الوطن البحرينية، وقال :قررت إدارة الهجرة والجوازات فتح مكتب للأحوال الشخصية، وإصدار بطاقة شخصية، في عهد صاحب السعادة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة مدير الجوازات رحمه الله تعالى، وأضاف : تم اختيار المرحوم سعادة السيد علي راشد المسقطي لهذه المهمة، على أن يختار موظفاً آخر مرافقاً له، واختارني زميلاً له.
وكتب :سافرنا إلى مصر في عام 1970، والدراسة تحت إشراف وزارة الداخلية المصرية آنذاك، وسكنا في الأيام الأولى في فندق، وأجرة الليلة كانت ستة جنيهات، على أن تكون دراستنا في مكتب الأحوال الشخصية بالأزبكية، وعندما قابلنا اللواء المسؤول، ورحب بنا، قال: «ستة جنيهات في الليلة ده شيء كثير، سأرتب لكما شقة قريبة من المكتب»، وفعلاً حصلنا على شقة إيجارها الشهري 37 جنيهاً ومدة إقامتها أربعة أشهر.
وتابع: خلال الأسبوع الأول، أصابتني حمى شديدة والتهاب اللوزتين، وعندما جاءت الشغالة، ورأتني طريح الفراش، قالت «مالك يا ضناي؟»، وكانت رحيمة بي، وأمرتني بلبس لباسي والاستعداد للمستشفى. وتحاملت على نفسي حتى وصلنا المستشفى.
وتابع، وقامت بالواجب كاملاً حتى جاء دوري لمقابلة الطبيب، والمستشفى مكتظ بالمراجعين، فلما دخلت على الطبيب ولاحظ الإعياء البادي على وجهي، أمرني بالجلوس، وأمر الممرضة بإجراء الفحص الأولي المعتاد، من قياس الحرارة والضغط، واقترب مني، وأمرني بفتح فمي، وأدخل قطعة من الخشب الرقيق، وضغط على لساني بها، فإذا به يقول «يا... دّنْتَ عندك التهاب لوز، وحرارة مرتفعة نتيجة لذلك، سأكتب الدواء وإبر البنسلين لمدة أسبوع، كل يوم إبرة، وإذا تضاعف الألم إبقى راجعني».
وقبل أن أودعه، سألته «كم المبلغ؟، أجابني «مبلغ؟»، قلت «مبلغ العلاج»، وسألني باندهاش: «أنت مش عارف في أي مستشفى الآن؟، قلت له: «لا»، وضحك وقال: «أنت في مستشفى جمال عبدالناصر والعلاج مجاناً، والدواء والإبر خذها من صيدلية المستشفى بسعر مخفض»، وأصابتني حيرة، وقلت له «أنا بحريني»، أجابني «خلاص يا ابني... العلاج مجاناً، توكل على الله». رحمك الله يا جمال عبدالناصر، وعاشت مصر وعاش شعبها الأبي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة