بين حرب وأوبئة وغضب الطبيعة بات اليمن فى حال يدمى القلوب، حيث تشهد المحافظات الشرقية فى ذلك البلد، موجة من الطقس السيئ المصاحبة للسيول سبب منخفض مداري، ما أدى إلى نزوح أكثر من 1024أسرة وانهيار وتدمير عدد من المنازل والطرقات، ووفقا للشهادات فإن مئات الأسر فقدت المأوى جراء تضرر المخيمات بالسيول الجارفة، بينما حذرت منظمات دولية من أن القطاع الصحي شبه المنهار في البلاد منذ اندلاع الحرب غير مؤهل للتعامل مع الأزمة، وطالبت بوقف الحرب.
وتضاعف هذه السيول معاناة أبناء مدينة عدن التي تغرق في أزمة من الحميات والأوبئة الفيروسية بسبب سيول الأمطار التي شهدتها المدينة أواخر إبريل الماضي، وأدت حتى الآن إلى وفاة نحو 2000 شخص .وفق العربية.
ووفق تقرير صادر عن إدارة مخيمات النازحين، فإن مخيمات نازحي الحديدة المنتشرة في محافظة ومدينة عدن تأثرت بشدة بالسيول والأمطار الغزيرة، كما أعلنت فيه عن احتياج مخيمات النازحين في الفارسي والشعب والحفرة، وعمران، وبئر أحمد، وقرو، ورأس عباس، وكبجن في مديرية البريقة، والصوامع في مديرية المعلا، وحوش المخيمات بمديرية خور مكسر لـ 108خيمة، و533 طرابيل وخشب للأضرار الجزئية و1011 مواد إيوائية و1024 سلة غذائية و1024 سلة صحية .
مخيمات أغرقتها السيول
انهيار المخيمات
وتضرر 11 مخيما للنازحين من محافظة الحديدة في عدن جراء الأمطار الغزيرة الناتجة عن المنخفض الجوي والسيول المندفعة التي جرفت الخيام وحاجيات النازحين، وباتت 1024 أسرة نازحة بلا مأوى، بحسب الوحدة التنفيذية، ويفتقر هؤلاء أيضا إلى الغذاء والأساسيات المنقذة للحياة بما فيها مساعدات عاجلة.
إزالة آثار السيول فى اليمن
شهود عيان
وقال شهود عيان من أهالي مديريات عدن، إن الأمطار والعواصف تسببت في ركود المياه في الشوارع العامة، وتشكيل برك ومستنقعات؛ قد تمثل بؤرًا لانتشار وتفشي الأوبئة والأمراض.. مؤكدين تهدم عشرات المنازل الواقعة على المرتفعات الجبلية؛ خاصةً في مديريات صيرة والتواهي، بالإضافة إلى تضرر جزئي لعددٍ آخر من البيوت بسبب دخول مياه الأمطار إليها.
استغاثات اليمنيين
وأطلق اليمن استغاثات للمجمتع الدولى والأمم المتحدة لإنقاذ المتضررين و سرعة تصريف المياه الراكدة وفتح العبارات للسيول، لتلافي كارثة جديدة تلوح في الأفق.
ومن جانبه أعلن محافظ حضرموت فرج البحسني، مديرية حجر ومدينة ميفع بمديرية بروم ميفع، مناطق منكوبة نتيجة المنخفض الجوي الذي ضرب محافظة حضرموت، شرقي اليمن، خلال اليومين الماضيين.
"إعمار اليمن" يزيل الأضرار الناجمة عن السيول
وقال البحسني، إن المنخفض الجوي، تسبب بحدوث فيضانات لجميع مشاريع المياه في مديرية حجر وجرف القنوات والأراضي الزراعية، وجرف الكثير من أشجار النخيل، ومنازل المواطنين، والطرقات.
وناشد الحكومة بالتدخل السريع لمساعدة المواطنين في مديرية حجر ومدينة ميفع، بعدما جرفت الفيضانات منازل العديد منهم، ومشاريع مياه الشرب والقنوات والأراضي الزراعية الشاسعة، وأحدثت أضراراً كبيرة بأشجار النخيل والطرقات ومنعت التواصل بين مناطق المديرية.
السعودية تمد يد العون
ومن جانبها مدت المملكة العربية السعودية يد العون حيث شارك "البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن" في مساعدة الجهات الحكومية اليمنية عقب الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة التي اجتاحت العاصمة المؤقتة عدن، والتي تسببت في قطع الطرقات وتعطيل حركة المرور وحركة عبور المشاة، وتعطيل محطة الحسوة الكهربائية.
واستفاد من جهود ومساهمة "البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن" في أول يوم عمل من مهمته الجديدة لدرء مخاطر الأمطار والسيول نحو 17940 مستفيداً مباشراً، و20173 مستفيداً غير مباشر، من خلال 30 عاملاً و15 إدارياً و60 مشاركاً من المنظمات و78 مشاركاً من السكان.
وتوزعت آليات ومعدات البرنامج للعمل على إزاحة المياه ورفع مخلفات السيول وسحب مياه الأمطار عبر 31 نقطة، حيث تم تنفيذ 51 نقلة لمخلفات الأمطار، و103 نقلات لسحب المياه، بمسافة مقطوعة بلغت 1.539 كيلومتراً، على مدار 14 ساعة عمل.
وبلغت كمية الإزالة لمخلفات السيول والأمطار 504 طن، كما تم إزالة 1427 متر مكعب من مخلفات السيول والأمطار. كما بلغت كمية شفط مياه الأمطار والسيول 515.000 لتر.
وباشرت فرق "البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن" أعمالها منذ وقت مبكر بتجهيز غرفة عمليات طارئة، وترتيب فرق تدخل ميدانية عملت على إزاحة مخلفات السيول في مناطق المعلا، جولة العقبة، وردفان، المجمع القضائي، الشيخ إسحاق، وكاسترو. كما أزاحت المياه ومخلفات السيول من صيرة، شعب العيدروس، والقطيع.
كما تضمنت أعمال البرنامج سحب مياه الأمطار من خور مكسر، المعلا، والمجمع القضائي، والحمراء، الدكة، والشارع الرئيسي.
وشملت معدات وآليات البرنامج العاملة في الحملة عدة جرافات و5 شاحنات نقل بسعة 12 طنا، و4 شاحنات نقل بسعة 3 أطنان، و9 صهاريج لسحب المياه ومعدة "بوب كات".
ويهدف "البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن" من الحملة إلى مساعدة أهالي عدن وفتح الطرقات ونزع المياه عن محطات الكهرباء تسهيلاً لعودة الخدمة. ووضع البرنامج خلال أعماله أولويات تتضمن سحب المياه من مخيمات النازحين، بالإضافة إلى حملة رش المبيدات بعد انحسار الأمطار والسيول
ووجههت حكومة اليمن نداء استغاثة للأمم المتحدة والمجتمع الدولى للوقوف بجوار اليمن فى أزمته الطاحنة ومد يد العون لإنقاذ من شردتهم السيول بلا هوادة، واشارت وزارة الصحة إلى ارتفاع منسوب السيول واختلاطه مع المياه الملوثة والمجاري يشكل بيئة خصبة لتوالد الحميات والأوبئة، وهو ما يستدعي التدخل العاجل في تمويل ودعم برامج الإصحاح البيئي، وتلافي ظهور أي أوبئة أو حميات.
أرقام كارثية
وعن حجم الكارثة الإنسانية فى اليمن قال أنطونيو جوتيرش أمين عام الأمم المتحدة، إن النازحين داخل اليمن بلغ عددهم 4 ملايين، و24 مليون يمني بحاجة لمساعدات، وأضاف أن هناك عدة مخاطر تهدد الشعب اليمني بضمنها فيروس كورونا، مضيفا انه يجب ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية لليمن، مؤكدا أن المنظمات الدولية لا تملك ما يكفي من الأموال لتغطية الاحتياجات الإنسانية في اليمن.
وتابع أن هناك نقص حاد فى أجهزة التنفس وسيارات الإسعاف فى اليمن، و أكثر من 30 % من البرامج الأمميية الإغاثية باليمن ستغلق العام المقبل، ونصف اليمنيين لا يستطيعون الحصول على مياه نظيفة، واليمنيون في حاجة ماسة للسلام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة