أن يشعر الإنسان أنه إنسان أينما ذهب، حتى وإن كان سجيناً ومذنباً، لا تجده ناقماً أو ساخطاً إذا ما أضفنا إليها أن القانون ليس له كبير، وإنما هو يطبق على الجميع.. هكذا أتصور.. ولذا كان لابد أن أكتب وأن أرى هذا المفهوم يمارس فعلياً على أرض الواقع من مشاهد عديدة، منها على سبيل المثال:
أولاً: صور وفيديوهات محاكم مصر التى أظهرت خطط وزراة العدل فى الارتقاء بساحاتها ومبانيها التى يتعامل معها ملايين المواطنين.. فقد رأيت النظافة والنظام والتطبيق العملى للإجراءات المحافظة على سلامة وصحة كل الأطراف.. المواطن المتقاضى مثله مثل القاضى.. له حق الرعاية والحماية رغم أن هذا يجلس تحت والقاضى فوق منصته أنها قمة العدل الإنسانى والنفسى والمعنوى، وما أعجبنى أن هذه القواعد لم تقتصر على المحافظات الكبرى أو العاصمة فقط، وإنما فى كل محافظات مصر، وهو ما يعنى أيضاً أن العدل لا يعرف مكاناً ولا مكانة وإنما يعنى الجميع، وقد تابعت الأمر فوجدت أن ما أقدمت عليه وزارة العدل ما هو إلا مرحلة من عدة مراحل للتطوير ليس على مستوى الشكل والمكان، وإنما على مستوى أساليب التعامل مع كل الخدمات والتعاملات التى تتولى وزارة العدل مسؤولياتها، وفى مقدمة تلك الأساليب أداء الخدمات من على بعد إلكترونياً، فسوف يعرف المتقاضى ومحاميه على شاشات جهازه موعد قضيته، وسوف يسمح تدريجياً بفتح جلسات التقاضى عبر الفيديو، وغيرها من الأساليب الحضارية والمتطورة، والأهم من ذلك كله هو أساليب تحترم آدمية الإنسان، غير أنه ولكى أكون منصفاً، فإن الأمر يتطلب من جانبنا نحن كمواطنين أن نعيد النظر فى أسلوب ممارستنا وعاداتنا، فلماذا يذهب صاحب الأمر متقاضياً كان أو طالباً لخدمة ما ومعه أهله وعشيرته نزحم المكان، أنها مسؤولية مشتركة بين طالب الخدمة ومقدمها، ولقد لاقت هذه الخطوات أصداء واسعة من كل الأطراف، وعلمت مدى السعادة والتفاءل بما يحدث وما سوف يحدث داخل جدران ومكتبات وسجلات التوثيق من تطوير فى هذه الوزارة العريقة التى يقودها الآن شخصية جليلة محل تقدير ومحبة داخل وزارة العدل، لرقى شخصيته واحترامه لأقدار الناس والإنصات لكل من حوله.
ثانياً: إن جاز لى أن أطلق عليه الجيش الأخضر، نظراً لارتباط عمله بالورق الأخضر، أنهم العاملون فى القطاع المصرفى فالكل يرى ويسمع ويقرأ عن هذا حرص القطاع الحيوى على مواصلة عملية العمل والخدمة عبر كل الوسائل، وللأمانة منذ يومين نزلت، ولأول مرة من بيتى منذ ما يزيد عن ثلاثة شهور لعمل طلب فى أحد البنوك فى شارع كله فروع لبنوك حكومية وغير حكومية، قمة الالتزام فى الفروع عامة، خاصة الحكومية بالإجراءات الاحترازية من قياس للحرارة وتعقيم لكل شىء، كراسٍ أمام الفروع لجلوس المتعاملين، حرارة وحيوية فى الخدمة وسرعتها، ولم أرَ أحداً بلا كمامة فى الداخل والخارج، قطاع وفر لأبنائه من الساعى إلى مدير الفرع كل إجراءات السلامة، وحينما حدثت حالات إصابة لا تردد فى الإعلان عنها، ومن ثم التعقيم والكشف عن كل من اختلط بهذه الحالات، هكذا مرة أخرى تتأكد أن آدمية الإنسان وحياته هى قمة العدل.
ثالثاً : نعم الخالق سبحانه وتعالى هو الحافظ والمحيى والمميت ولكن احترام أدمية الانسان على الأرض عملاً يحترم .. فقد تابعت خطوات وزارة الأوقاف وهى تخطط لعودة فتح المساجد ودور العبادة بضوابط .. لا أقول أنها اجراءات ولكنها ضمانات وحماية وتقدير لقيمة المواطن وأدميته .. فالداخل الى بيت الله ان وجده نظيفاً يشعر بالسكينة وتلقائياً سيزيد من نظافة المكان وسلامته .. أليست النظافة من الأيمان ..
أقولها وبكل الصدق والقناعة ولاء الانسان لوطنه تتعمق وتزيد حينما يرى وطنه يعطيه حقه كأنسان وأدمى .. وليس من باب النفاق أقول حينما أرى الرئيس ينزل من على المسرح ويذهب فى أى مناسبة تكريم الى حيث يكون الشخص المكرم أشعر بسعادة ، وحينما آراه فى جوالاته الميدانية يقترب من المواطن ويعطيه أذنه وينصت له باريحية وصدق حقيقيين أشعر بسعادة .. الا يقول المثل المصرى لاقينى ولا تغدينى .. وأنا أحوره وأقول أعطنى أدميتى .. أعطيك كل ولائى وطاقتى..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة