بعد قرار وزارة التضامن الاجتماعى، بفتح الحضانات وعودة العمل فيها بشروط تشمل وجود شخص مدرب على أساليب مكافحة العدوى، وتخفيض عدد الأطفال إلى 50% من السعة الاستيعابية، وتوفير كاشف حرارى عن بعد، ليتم قياس درجة حرارة العاملين والأطفال بالحضانة يومياً، وعدم دخول أى فرد تظهر عليه أعراض إصابة، مع منع استخدام الألعاب المصنوعة من الأقمشة وأوراق التلوين والالتزام بخلع الأحذية عند باب الحضانة سواء للأطفال والعاملين، إلا أن هناك أمرا هاما لم نلتفت إليه جميعا مرتبط بخطورة ارتداء الأطفال للكمامات، وتأثيرها المباشر على صحتهم.
الأطباء والمتخصصون أكدوا أن ارتداء الأطفال للكمامات يمثل خطرا داهما، خاصة من هم أقل من سن 4 سنوات، نتيجة ضعف المسالك التنفسية لديهم فى هذه المرحلة العمرية، الأمر الذى يؤدى إلى نقص تركيز الأكسجين فى الدم وما قد ينتج عن ذلك من أضرار كبيرة على صحتهم، وهذا ما أكده الدكتور محمود الأنصارى، أستاذ المناعة والكائنات الدقيقة، فى أحد البرامج التلفزيونية، بالإضافة إلى ما ذكره العديد من الأطباء فى هذا الاتجاه، إلى جانب دراسة يابانية أكدت خطورة ارتداء الكمامات للأطفال صغار السن ومن هم أقل من 4 سنوات، وهم الفئة الأغلب فى الحضانات.
ما ذكرته فى السطور السابقة يتطلب تدخل حاسم من وزارة التضامن الاجتماعى حول ارتداء الأطفال للكمامات وما قد ينتج عنه من أضرار قد تسبب اختناقات لبعضهم في ظل هلع الأمهات وأولياء الأمور نحو ضرورة ارتداء أبنائهم للكمامات بصورة مستمرة بزعم أنها تحميهم من العدوى، فى حين لا توجد لديهم المعلومات الكافية عن أضرار تلك الكمامات على مستوى تنفس الأطفال وما قد ينتج عنها من مشكلات مستقبلية خطيرة.
ارتداء الأطفال صغار السن للكمامات ليس محل خلاف بين الأطباء أو المختصين بل قضية هامة ومسلم بها، الأمر الذى يدعونا إلى ضرورة وضع حل جذرى من جانب وزارتى الصحة والتضامن الاجتماعى لهذه المشكلة، والتصرف المناسب الذى يجب اتباعه والتعليمات الطبية السليمة، التى يجب التأكيد عليها واتباعها، أهمها إرشاد الحضانات إلى خطورة هذا الإجراء وما قد يترتب عليه من أعراض حالية ومستقبلية على الأطفال.
وحتى تصدر هذه التعليمات ويتم اعتمادها من جانب الجهات المسئولة فى الدولة، نصيحتى لكل أولياء الأمور، أن يتركوا أبناءهم بدون كمامات، فالمخاطر التى قد تترتب على ضيق التنفس أو نقص الأكسجين فى الدم أكبر بكثير من شبهة أو احتمالات الإصابة بفيروس كورونا، فمازال الأطفال هم النسبة الأقل فى الإصابة بالفيروس على مستوى مختلف دول العالم.
إن كانت الدولة تتخوف من مخاطر خروج الأطفال إلى الحضانات بدون كمامات، فعليها أن تقدم حلولا واضحة للمشكلة حتى وإن كان غلق الحضانات أو تعليق عملها مرة أخرى، فلا يمكن أن نضع صحة فلذات أكبادنا على المحك، ولا نقبل بهذا النوع من المخاطرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة