اتخذت الإمارات مجموعة كبيرة من الإجراءات الاستباقية ضد تفشى «كوفيد-19» منذ اكتشاف أول إصابة فى الإمارات قبل 5 أشهر، وتحديداً فى الـ29 من يناير الماضي، إلا أن 20 إجراء مفصلياً كان لها دور استثنائى فى مواجهة «كورونا».
وقال الأستاذ بجامعة غرب أونتاريو الكندية استشارى طب الأطفال والأمراض المعدية والمناعة فى مدينة العين الدكتور حسام التتري، إن أسباب نجاح الإمارات فى مواجهة كورونا حتى الآن متعددة، ولكن أهمها تطبيق سياسات قوية لتقصى الوبائي.
وأضاف: «الإمارات تتصدر دول العالم حالياً فى فحوصات كورونا، حيث تم إجراء فحوصات لثلث السكان، بالإضافة إلى توفير الأدوية التى تتضمنها بروتوكولات العلاج الدولية والمحلية، وجلب كوادر طبية مدربة لتساعد الكوادر الوطنية على خط المواجهة الأول، وفتح ميزانيات كبيرة للإنفاق على مواجهة هذا الوباء».
وأوضح أن بين الإجراءات المهمة التى اتخذتها الدولة وساعدت فى مواجهة كورونا، تطبيق القوانين بجديه مثل قانون مكافحة الأمراض السارية، وفرض التباعد الاجتماعى والجسدي، ووعى المواطنين والمقيمين بإجراءات الوقاية من عدوى هذا الفيروس، والعمل عن بُعد فى كثير من القطاعات.
من جانبه، قال استشارى الأمراض الصدرية فى دبي، الدكتور بسام محبوب، إن من ضمن أسباب نجاح تجربة الإمارات فى مواجهة كورونا، العلاج المجانى لكل السكان غير المؤمَّن عليهم ومراعاة المساواة الكاملة فى هذا الشأن، ووقف الطيران الذى ساعد فى حصر الوباء داخلياً، وبرنامج التعقيم الوطني، ووقف الخدمات العلاجية الاختيارية لفترة محدودة لمنع العدوى وتركيز جهود الأطقم الطبية.
وتابع: «إن أكثر ما ساعد الإمارات فى هذه الأزمة، هو البنية التحتية التكنولوجية القوية التى مكنت جميع المصالح والشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة من العمل بكفاءة دون تأثر الخدمات الحيوية»، مشيراً إلى أن رسائل القيادة الرشيدة التى بعثت الاطمئنان فى نفوس جميع السكان، مواطنين ومقيمين، كان لها بالغ الأثر فى شحذ الهمم والتحلى بالصبر والثقة فى أن الإمارات ستخرج أقوى من هذه الأزمة التى أثرت على كبريات الدول حول العالم.
وأشار إلى أن الحديث عن نجاح الإمارات فى مواجهة كورونا، لا يعنى إطلاقاً انتهاء هذا الوباء من الدولة أو العالم عموماً، بل يتطلب الحذر والالتزام بالإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعى وعدم التجمع أو إقامة الاحتفالات أو العزائم، حفاظاً على ما تحقق خلال الأشهر الخمسة الماضية.
وقال مدير المستشفى الميدانى التابع لوزارة الصحة بالشارقة الدكتور أحمد العمادي، إن الإمارات أنجزت الكثير على مدار 5 أشهر، كان من بينها الإنشاء السريع للمستشفيات الميدانية لعلاج المصابين، وتطبيق أحدث البروتوكولات العلاجية فى العالم والتى تتغير باستمرار، وتكثيف جهود الأطقم الطبية والعاملين فى القطاع الصحى للعمل المتواصل ليلاً ونهاراً من أجل المرضى.
وأضاف أن أهم ما توسمت فيه القيادة الرشيدة والجهات الصحية أملاً، هو وعى الناس والتزامهم، وكان القطاع الأغلب من الناس عند حسن الظن، ما عدا فئة قليلة، يتم التعامل معها وفق القانون والنظام، مؤكداً على أهمية الاستمرار فى اتخاذ كافة هذه التدابير حتى انتهاء الأزمة بالتزامن مع بدء العودة للعمل وعودة الحياة (الحذرة) لطبيعتها.
وأشار إلى أن الإمارات تعاملت بشفافية كاملة وأشركت المجتمع فى التعامل مع أزمة كورونا، وهو ما أشعر الناس بتحمل المسؤولية، وكذلك مراعاة الدولة لفئات كبار السن وذوى الهمم، وابتكار علاجات غير دوائية مثل الخلايا الجذعية، مؤكداً أن الإمارات نموذج إنسانى حقيقى وهو ما ظهر جلياً خلال هذه الجائحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة