رغم مرور أكثر من 70 عاما على رحيلها الا أنها مازالت فى وجدان الجميع، وتاريخ مصر مازال يذكر ابنة المنيا هدى شعراوى التى نادت بتحرير المرأة وخلع الحجاب والانخراط في الحياة العامة، وكيف ساهمت فى تشكيل وجدان النساء ودفعهم إلى الخروج وأداء ادوراهن تجاه البلاد، انها نور الهدى محمد سلطان ولدت بمحافظة المنيا فى مثل هذا اليوم 23 يونيو 1879، وهى ابنة محمد باشا سلطان رئيس أول مجلس نواب فى مصر فى عهد الخديوى توفيق، تزوجت من على شعراوى وكان هذا سبب تحول اسمها إلى هدى شعراوى نسبة لزوجها على الطريقة الأوروبية الحديثة، أنجبت هدى شعراوى بثينة، و محمد، وبالرغم من حربها الشرسة لاستعادة مكانة المرأة وحريتها، إلا أن منزلها لم يحظَ بالاهتمام، وهو الآن على مشارف الانهيار.
تلقت شعراوى تعليمها فى منزل عائلتها بالقرية فى محافظة المنيا ولقد تسببت رحلة استشفاءها إلى أوربا فى تغيير تفكيرها نجاه دور المرأة فى مصر بعد ما شاهدته فى انجلترا وفرنسا وبعد عودتها بدأت الدفاع عن حرية المرأة ودورها تجاه بلدها وظلت تحارب من أجل ذلك حتى توفيت فى عام 1947.
وجدت هدى شعراوى المؤسسات الدينية هى المسيطرة على تقديم الأعمال الخيرة وهذا ما دفعها لإنشاء جمعية خيريه تقدم من خلالها المساعدات للمحتاجين ولكن ربطتها بالمرأة أيضا حيث كانت تقوم تلك الجمعيات بتقديم الأعمال الخبرة للفتيات الصغار بعد ارتفاع نسبة الوفاة فى ذلك الوقت.
فى أواخر الحرب العالمية الثانية أسس زعماء الحركة الوطنية الوفد المصري للمطالبة بالاستقلال، عندما تم نفي سعد زغلول للخارج، عملت هدى شعراوي بجانب زوجها الذي عين نائبا لرئيس الوفد للكفاح الوطني من خلال حشد شبكة النساء والمساعدة في تنظيم أكبر مظاهرة نسائية مناهضة لبريطانيا و احتشدت النساء في الشوارع لأول مرة تنديدا بالعنف والقمع الذي تمارسه السلطات البريطانية ضد الشعب المصري، واحتجاجًا على القبض على الزعماء الوطنيين.
وفى عام 1920 تم انتخاب هدى شعراوى رئيسا للجنة الوفد المركزية النسائية وظلت تعمل بنشاط رغم وفاة زوجها فى المطالبة بعودة الزعماء المحتجزين خارج البلاد ، وطالبت شعراوى رئيس وزراء بريطانيا بالإفراج عن سعد زغلول ووقف الاستبداد الذى يمارس فى مصر.
يعد منزلها فى المنيا أو كما يطلقون عليه قصر هدى شعراوى شاهدا على تاريخ طويل ورحلة كفاح للدفاع عن حقوق المرأة، ورغم تعرض هذا القصر للعبث من قبل البعض فى فترة من الفترات إلا أنه أصبح الآن مبنى ذو طابع خاص تحت إشراف الآثار والتى أعلن عن ترميمه وإعادته من جديد للحياه.
يقول محمد عبد الله أحد سكان المنطقة ويبلغ من العمر 75 عاما أن هدى شعراوى لم تكن تأتى إلى هذا القصر كثيرا وانما على فترات طويلة لكن أقاربها هم من كانوا دائما ما يحضرون هنا ولفت أن المنطقة كانت بسيطة ولا يوجد بها كثير من السكان وأشار أن القصر لم يعد سوى واجهة فقط أما من الداخل لم يعد فيه شيء.
فيما قال الحاج سعداوى خلف أحد سكان المنطقة أن روايات كثيرة سمعناها لكننى لم أر هدى شعراوى أبدا لأن فى فترتها الأخيرة أصبحت مقيمة فى مصر بشكل كامل خاصة أيام الدفاع عن زعيم الأمة سعد زغلول، ولكن هذا القصر كان يتم تقديم المساعدات من خلاله للفقراء وهذا ما كانت تؤكد عليه شعراوى دائما لأسرتها خاصة بعد وفاة زوجها على شعراوى.
أما محمد خلف أحد سكان المنطقة قال إن الجميع هنا سمع روايات لكن الأغلبية العظمى لم نر هدى شعراوى لكن سمعنا القصص من أجدادنا الذين ذكروا لنا أن هدى شعراوى عندما كانت تأتى إلى المنيا كانت تقوم بذلك السلام وتوزعها على الفقراء وكانت تهتم كثيرا بأمرهم واضاف أنها كانت فى بعض الأحيان تنزل بنفسها وتقدم لهم الطعام ، لكن هى لم تأت كثيرا إلى القصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة